×
محافظة المنطقة الشرقية

14 إصابة في حادث بالأحساء

صورة الخبر

مرت 60 عاماً بالتمام والكمال على ظهور "قلب الرياضة الروسية" للحياة في العاصمة موسكو. اعتاد الشعب الروسي إطلاق هذا اللقب على ملعب لوجنيكي، الذي كان يعرف في الماضي باسم ملعب لينين المركزي، والذي يبرز بقوة في تاريخ العالم كله وليس روسيا والاتحاد السوفيتي فحسب. ويستعد أهم صرح رياضي في روسيا الآن لاستضافة أهم فصل في تاريخه ألا وهو كأس العالم روسيا 2018FIFA. وسيحتضن ملعبلوجنيكي سبع مباريات في البطولة من بينها مباراتي الافتتاح والنهائي، بيد أنه شهد خلال العقود الستة السابقة عدداً من الأرقام القياسية وظهر عليه عدداً من الأساطير وكان شاهداً على فيض من المشاعر الجياشة. فقد أقيم على هذا الملعب الأسطوري دورة الألعاب الأولمبية، ونهائي كل من كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدمUEFAودوري أبطال أوروباUEFA، وبطولة العالم لهوكي الجليد، وبطولة العالم لألعاب القوى. كذلك كان أرضاً خصبة للمواهب حيث اتخذت مدرسة توربيدو موسكو لكرة القدم للشباب منه مقراً لها وزودت الاتحاد السوفيتي وروسيا بكوكبة من اللاعبين الموهوبين. مدينة رياضية وسط الخيار والفراولة "كان ملعب لوجنيكي يمثل أكبر ساحة رياضية لأي لاعب كرة قدم سوفيتي شأنه شأن مسرح البولشوي للأوبرا والباليه" هذا ما يقوله يفجني لوفتشيف، مدافع الإتحاد السوفيتي السابق، الذي خاض كأس العالم المكسيك 1970FIFAفي مقابلة له مع موقعFIFA.com. وأضاف "لكن بالنسبة لي كان مكانا خاصاُ للغاية، كان مثل بيتي". في هذا الوقت كان يطلق على لوجنيكي اسم المدينة الرياضية لأن الموقع لم يكن يحتضن ملعب كرة قدم واحد؛ فالمساحة البالغة 2 كيلو متراً مربعاً كانت تحوي مدينة رياضية كاملة. وفي هذا الصدد يقول خريج مدرسة كرة القدم للشباب "بدأت الذهاب إلىلوجنيكي لممارسة كرة القدم حين كان عمري 11 عاماً. لطالما حاولتُ أن أكون هناك مبكراً لأن لم تكن هناك مباريات كرة قدم فحسب بل أنشطة كثيرة ومتنوعة تناسب جميع أفراد الأسرة. واعتاد مشجعو اللعبة ممارسة كرة القدم في الملعب الجانبي الصغير لكن كان يمكن ممارسة ألعاب أخرى. كانت المنطقة التي بنى عليها ملعب لوجنيكي إحدى الضواحي الفقيرة في موسكو حيث اعتاد المواطنون المحليون على زرع الخيار والفراولة في أرضها. ويعتقد أن كلمة لوجنيكي مستمدة من الكلمة الروسية التي تعني "المرج" والتي تشير إلى المروج الخضراء في المنطقة. وكانت السلطات السوفيتية قد قررت أن تجهز ملعب لينين المركزي بكل الأساسيات اللازمة لعدد متنوع من الألعاب بجانب بناء متنزه كبير يستمتع به سكان موسكو. وتم استكمال التصميم في 60 يوماً بينما تم بناء الصرح كله في 450 يوماً. حين افتُتح الملعب في 1956 كان يحتوي على 37 صفاً في المدرجات التي كانت تسع لـ 103 ألف متفرج على مقاعد خشبية. لو تخيلنا أن نضع الملعب بسعته الكاملة في صف واحد، فسيمتد إلى 40 كيلومتراً وهي مسافة الماراثون في ألعاب القوي وستستغرق ساعتين عدواً. وبلغ عرض كل مقعد 40 سنتيمتراً. ذكريات سعيدة لبوفون وكانافارو إحتضن لوجنيكي نهائي بطولة العالم للشباب 1985 FIFA والتي فاز فيها كلاوديو تافاريل بأول لقب دولي له مع منتخب البرازيل. وواجه السليساو في النهائي المنتخب الأسباني وفاز بهدف نظيف برغم تألق أندوني جويكوتكسيا. كما كان الملعب شاهداً على ذكريات رائعة لكل من جيانلويجي بوفون، وفابيو كانافارو، ليليان تورام، وخوان سباستيان فيرون، وهيرنان كريسبو الذين توجوا بأول لقب أوروبي للأندية في تاريخهم حين تغلب بارما على مرسيليا بثلاثية نظيفة في نهائي كأس أوروبا 1999 UEFA. كما احتضن لوجنيكي بعد تسع سنوات أحد أهم النهائيات الأوروبية حيث استضاف مواجهة انجليزية خالصة جمعت بين تشيلسي ومانشستر يونايتد في نسخة 2008 لدوري أبطال أوروبا. كانت ليلة للنسيان بالنسبة لقائد تشيلسي جون تيرى الذي انزلق على الأرض المشبعة بالأمطار أثناء تسديده لركلة جزاء حاسمة ليهدر فرصة حمل فريقه لكأس البطولة. وفي النهاية كان الفوز من نصيب الشياطين الحمر الذين احتفلوا بالفوز بلقبهم الثاني لدوري أبطال أوروبا تحت قيادة السير أليكس فيرجسون. بالإضافة إلى ذلك هناك أساطير كروية لعبت على بساط لوجنيكي الأخضر في مناسبات سابقة؛ ففي عام 1971 شارك كل من جيرد مولر وبوبي تشارلتون وآخرون مع منتخب العالم في مباراة لتكريم ليف ياشين. كذلك يحتل الحفل الختامي للألعاب الأولمبية 1980 مكانة خاصة في قلوب جمهور الرياضة في روسيا؛ فالصور المذهلة لتميمة البطولة ميشا وهي تطير خارج الملعب لا تزال تحرك مشاعر قوية لديهم. كذلك لعب لوجنيكي دوراً مهماً خارج عالم الرياضة؛ إذ استضاف أولى حفلات الروك في موسكو إبان الاتحاد السوفيتي حيث احتضن حفلات لكل من فرقة سكوربيونز، وبون جوفي، وأوزي أوزبورن. ويخضع الملعب في الوقت الحالي لإعادة البناء حيث سيقف شامخاً أمام الجمهور من شتى بقاع الأرض في كأس العالم روسيا 2018 FIFA. هل تعلم؟ تشير الإحصاءات الرسمية أن أكثر من 360 مليون شخص حضروا بطولات في لوجينكي في تاريخه الذي يمتد لستين عاما؛ تم تحطيم أكثر من 60 رقم قياسي عالمي في ملعب لوجينكي في عدد من الألعاب؛ احتضن الملعب أكثر من 100 ألف بطولة؛ شهد الملعب تسجيل أكثر من 50 ألف هدف في مباريات كرة القدم والهوكي.