رفضت كوريا الجنوبية اليوم (الأحد) بشدة انتقادات الصين بسبب خطط لنشر نظام أميركي مضاد للصواريخ على أراضيها، وقالت ان فشل بكين في كبح حليفتها كوريا الشمالية خلق هذا الوضع. وقررت سيول نشر النظام الأميركي القوي لمواجهة التهديد المتزايد من برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي، ما يهدد بالاضرار بالعلاقات مع بكين أكبر شريك تجاري لسيول. ودانت الصين نشر النظام المعروف اختصارا بـ «ثاد» ووصفته بأنه خطوة ضد مصالحها الأمنية القومية، وقالت إنه سيزيد من التوتر في المنطقة. وحذرت صحيفة «ذا بيبول» اليومية سيول من تأثيرات نشر النظام وقالت ان الجنوب «سيكون لا محالة أول هدف» في اي نزاع بين الصين والولايات المتحدة. إلا أن مكتب الرئاسة الكورية الجنوبية دعا الصين الى العمل بشكل اكثر جدية لكبح جارتها كوريا الشمالية، وقال ان نظام «ثاد» لم يكن ضرورياً لو لم يكن هناك تهديد من بيونغيانغ. وأضاف في بيان «الإعلام الصيني وضع العربة امام الحصان مؤخراً من خلال اصراره على ان قرارنا بنشر نظام ثاد هو سبب سلسلة الاستفزازات الكورية الشمالية بما في ذلك عمليات اطلاق الصواريخ البالستية». وتشهد شبه الجزيرة الكورية توتراً متزايداً منذ التجربة النووية الرابعة التي أجرتها كوريا الشمالية في السادس من كانون الثاني (يناير) ثم إطلاقها صاروخاً باليستياً في السابع من شباط (فبراير)، في خطوة اعتُبرت تجربة على صاروخ بعيد المدى. وإزاء هذه التهديدات الكورية الشمالية المتزايدة، أعلنت الولايات المتحدة وسيول أنهما اتفقتا على نشر الدرع المضادة للصواريخ «ثاد» قبل نهاية العام الجاري، في خطوة هددت بيونغيانغ بالرد عليها بـ «تحرك عملي» لم تحدد ماهيته. ومن جهة أخرى، اتهمت كوريا الشمالية أمس الولايات المتحدة بالتحضير لشن ضربة نووية وقائية ضدها، وذلك بعد إعلان واشنطن عزمها نشر قاذفة استراتيجية من طراز «بي-1» في المحيط الهادئ في خطوة غير مسبوقة منذ عشر سنوات. ويُتوقع أن تصل القاذفة الاستراتيجية إلى جزيرة غوام الأميركية في غرب المحيط الهادئ اليوم، وفق ما أوضح الجيش الأميركي الذي لم يرسل قاذفة من هذا الطراز إلى الجزيرة الأميركية منذ نيسان (أبريل) 2006. وجاء في بيان رسمي أوردته وكالة الأنباء الكورية الشمالية ان «الأعداء يقومون بعملية خداع لإظهار أن في إمكانهم التحضير لشن ضربة نووية وقائية على الجمهورية الشعبية الديموقراطية الكورية من طريق إرسال طائرة بي-1بي للتحليق فوق شبه الجزيرة الكورية خلال ساعتين إلى ثلاث ساعات عند الضرورة». وأضاف البيان ان «مثل هذه الإجراءات الرامية إلى تعزيز القوة النووية تبرهن مجدداً أن الإمبرياليين الأميركيين يعتبرون شن ضربة نووية وقائية ضد الجمهورية الشعبية الديموقراطية الكورية أمراً واقعاً».