استمع شيماء المرزوقي لاشك أننا في هذا العصر نعيش تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، خاصة التقنية منها، فالشركات المصدرة للأجهزة باتت كثيرة ومتنوعة، وكل شركة تنافس الأخرى في صنع الجهاز الأفضل والغني بالمميزات والتحديثات التي من شأنها جعل الحياة أسهل وأجمل، ولكن هذا التطور له جوانب عدة، منها السلبي وأيضاً الإيجابي. وبطبيعة الحال التطور الإيجابي، هو الذي يُسِّهل على الإنسان معيشته، ويوفر له احتياجاته التي لم تكن متاحة له في الماضي، مثل اقتناء الأجهزة الذكية. جميعنا يعلم أن الإنسان في القِدم قبل عشرات العقود، كان يعيش حياة شقاء وتعب في مختلف أوجه حياته، فالمسافر لم يكن يملك وسيلة للتواصل مع ذويه إلّا بعد عودته من رحلة قد تمتد لسنوات، ولكن في عصرنا الحالي، وبالنظر بروية ودقة، نجد اختلافاً تاماً في مفاصل الحياة كافة، وتطورات كبيرة خاصة في تقنيات التواصل والاتصال. رغم كل هذا الوهج، هناك جانب آخر من الموضوع، وهو التطور السلبي وأقصد به استعمال التكنولوجيا، وكل ما وصلنا من تقنيات استعمال خاطئ، كما يفعل البعض من الناس مع أطفالهم عبر الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، حيث يسمحون لهم بأن يمضوا عليها الكثير من الساعات المتواصلة، ما يسبب لهم ضرراً صحياً، فإحدى الدراسات التي أجريت في إحدى الدول الغربية أثبتت أن الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية قرابة سبع ساعات يومياً معرضون لمشاكل صحية، منها آلام في الرقبة بسبب الانحناء لمدة طويلة، وأيضاً السمنة والاعتماد على الألعاب الإلكترونية في الترفيه. والأطفال أكثر ضرراً، لأن نموهم العقلي والجسدي مازال في بدايته. ولو ألقينا نظرة على الماضي القريب، سنجد أن الأطفال كانوا يلعبون الألعاب الشعبية التي تجبرهم، وتساعد على التفكير والحركة في آن واحد، ولكن الآن أصبحت هذه الألعاب شبه منقرضة بسبب الاستعمال الخاطئ والسيئ للهواتف الذكية. بطبيعة الحال لا أقول بأن نحرم أطفالنا من الأجهزة الذكية، وتحويلهم للجهل في مجال حيوي ومهم، وهي التقنيات الحديثة، بحجة الخوف عليهم، لكنني أدعو للتوازن في جميع الأمور، لأنه الحل الأمثل، خاصة في مجال التربية، وقد صدق الكاتب الروماني شيشرون، عندما قال الاعتدال والاتزان في الأشياء.. أبوالفضائل. Shaima.author@hotmail.com Www.shaimaalmarzooqi.com