منظر ولا أروع أن تطل من أعالي بلدة حردين على التلال والأودية المحيطة بها من كل حدب وصوب. خضار يلفها من كل جانب، وقرى هادئة ساحلية وجبلية، غطاؤها الشمس نهاراً والقمر ليلاً، والجمال في كل حين. وإذا كانت لحردين شهرتها بالبلاطة الكبرى في ساحتها، وكان البطل اللبناني التاريخي يوسف بك كرم يقطعها على حصانه، فإن غابة السنديان في خراجها هي الأكبر في لبنان وأهمها. تمتد الغابة على مساحة ثلاثة ملايين متر مربع من أصل 22 مليون متر مربع مساحة البلدة. باخوس عساف، رئيس البلدية السابق، يشير إلى أن التعاون بين البلدية ومنظمة الفاو في السنوات الأخيرة أدى إلى تنظيف الغابة لإبعاد خطر الحرائق عنها. ولفت إلى أن الغابة لا تزال بكراً وفيها حوالي 4 ملايين شجرة من السنديان بألوان مميزة، خصوصاً الأحمر، كما لا يوجد في غابات لبنانية أخرى. والغابة مفتوحة أمام الزوار للتنزه والتمتع بهذه الطبيعة الرائعة ومناخها الطيب، وهي طبيعة لا تكتمل إلاّ بالعناصر الطبيعية والبيئية والأثرية في حردين وجوارها مثل القلعة الرومانية على أعلى تلة يمكن للمرء أن يشاهد منها طرابلس والشمال وقبرص. والسنديان في طليعة الأشجار التي غطت كل مساحة لبنان تاريخياً وهو على نوعين: الأول السنديان ذو الأوراق الخضراء على مدار السنة، والثاني المعروف بالبلوط الذي تتساقط أوراقه في الشتاء. ويلفت باخوس عساف إلى أن أشجار السنديان في غابة حردين شبه متجانسة وخضراء على مدار السنة، وتتعرض بين الحين والآخر للقطع بشكل عشوائي ومؤذ وكان يستخدم للتدفئة ولفحم الأرجيلة.