لقيت شابة إيرانية (22 عاما) أمس (السبت) حتفها عندما أضرمت النار في نفسها في مدينة كلالة التابعة لمحافظة كولستان بسبب الفقر. وازدادت دوافع الانتحار بإيران في الآونة الأخيرة، خصوصا بين الشابات، نتيجة لأزمات نظام الملالي وتأثيرها على العوائل الإيرانية، والضغوط الناجمة عن الفقر والحرمان بين الشباب والأطفال. ويأتي ذلك في ظل سيطرة الحرس الثوري على منابع الاقتصاد، وصعوبة الرقابة عليه ومحاسبته، وفقاً لما ذكره مراقبون يتابعون المشهد الإيراني. ولفتوا إلى أن الهدف الأول للحرس الثوري هو تحقيق ثروات وأموال طائلة على حساب باقي فئات الشعب. الأمر الذي كان سبباً رئيسياً لرفض المجتمع الإيراني نفوذ الحرس الثوري، خصوصا أنه انتقل من مجرد كونه قوة عسكرية إلى إمبراطورية صناعية لها نفوذ سياسي واسع النطاق. ويتراوح الدخل السنوي من مجمل أنشطة قوات الحرس التجارية فقط ما بين 10 إلى 12 مليار دولار، في وقتٍ يعاني أفراد المجتمع الإيراني من فقر مدقع، وارتفاع نسبة البطالة، علما بأنه أصبح يسيطر على كبرى الشركات في إيران في قطاعات السياحة، والنقل، والطاقة، والبناء، والاتصالات، والإنترنت. كما كان ارتفاع إحصائية قتلى إيران في سورية من الأسباب الدافعة لانطلاق عاصفة غضب شعبي من تدخل قوات الحرس الإيراني في الأزمة السورية. وانعكس ذلك الغضب في حملة على مواقع التواصل الاجتماعي. وركز نشطاء التواصل الاجتماعي في تغريداتهم على معارضتهم للحرب، ونشر صور معاناة الأطفال والنساء، ما جعل الحكومة الإيرانية تحجب موقع «تويتر». وفي الواقع فإن تحركات قوات الحرس خارج إيران كانت من الأسباب الرئيسية في تفشي الفقر، نظراً إلى التكلفة الباهظة التي تتحملها الخزانة الإيرانية، بحسب بعض الأرقام التي تنشرها مواقع إيرانية، وبالتالي فإن الاقتصاد الإيراني حالياً قاب قوسين أو أدنى من الانهيار. وأفاد موقع مجموعة «أكونوميست» في تقرير بشأن أفضل وأسوأ ظروف معيشية في المدن بكل أرجاء العالم في عام 2016 بأن مدينة طهران تحتل المرتبة 126 من أصل 140 بلدا في العالم. ويتم الاختيار حسب 30 مؤشرا، من أهمها الأمن والاستقرار والصحة والعلاج والبيئة والتعليم والبنى التحتية. وطبعا تلوث الجو في طهران وتفشي الأمراض والوفيات الناتجة عن تداعيات الفقر والعوز لها تأثير على الحياة الاجتماعية.