استمع راشد محمد النعيمي تمطرنا وسائل التواصل الاجتماعي يومياً بأخبار ومعلومات مشكوك في مصداقيتها، وسرعان ما نكتشف أنها كاذبة، خاصة تلك التي تتصل بالأغذية والأدوية التي تنشط كل فترة لتحذر من منتج معين، وسرعان ما يأتي النفي من الجهات المختصة أنها مجرد شائعة، لكن بعد أن تكون الرسالة وصلت وسرت كالنار في الهشيم، خاصة تلك التي تأتيك وكأنها مثبتة علمياً تحذر من مواد مسرطنة أو مضرة يجتهد مطلقها في عملية الإقناع لغاية في نفسه قد تكون التأثير في منتج بعينه. دورنا نحن يا جماعة الخير يعد مهماً وضرورياً في هذا المجال، لأننا القوة التي تدفع بهذه الرسائل إلى الانتشار، وبالتالي نيل أهمية لا تستحقها، خاصة أن لدينا جهات رقابية ومختبرات تتابع وبشكل مكثف تلك التطورات من خلال ارتباطها بمؤسسات أخرى حول العالم، وهي القادرة فقط على التحذير والتنبيه بشكل رسمي، وبشكل موضوعي يتميز بالمصداقية، تسبقه دراسات وتحاليل، وليس اعتماداً على مجرد شائعة أو رسالة تواصل اجتماعي لا يعرف هدفها أو توقيتها أو ما ترمي إليه من أهداف غير سوية قد تستهدف الإضرار بطرف دون وجه حق. علينا أن نكف عن ترويج تلك الشائعات، لأننا نسهم في انتشارها، ونعظم من قدرها، وعلينا أن نترك ذلك لأهل الاختصاص فقط، لأن هناك من يستخدمنا من أجل زعزعة ثقة المستهلك في سلعة ما، وإلحاق الخسائر به حتى بعد اجتهاد الجهات المختصة في النفي والتصحيح يستمر الشك بذلك المنتج، وعليكم التنبه لما يجري حولكم، فلا يكاد يمر يوم دون إطلاق شائعة مواد مسرطنة أو مشتقات لحم الخنزير أو غيرها في حق منتج معين، ونظراً لانتشار وسائل التواصل ترى أن تلك الرسائل المكذوبة تطوف العالم خلال دقائق، لتنفيها الدول بعد ذلك، بعد أن تتحول إلى الشغل الشاغل للبشر، وتصبح ككرة الثلج التي تكبر كلما تدحرجت وآن الأوان لوضع حد لها. بقي أن نعرف أن مؤسساتنا المختصة تتخذ الإجراءات كافة التي تكفل السلامة للمواطنين والمقيمين، وتلتزم بالمعايير الدولية في الرقابة على جميع الأغذية المستوردة، حيث إن سلامة الأغذية أمر لا يمكن التلاعب فيه بأي شكل من الأشكال، نظراً لالتزام الدول المصدرة والمنتجة للأغذية باتفاقيات التجارة العالمية، والتبادل بين الدول، حيث تحكم هذه الاتفاقيات بنود وشروط صارمة لا يمكن التلاعب بها من قبل أي طرف، وإن المؤسسات الغذائية العريقة التي ينتشر إنتاجها على مستوى العالم لا يمكن أن تخاطر بسمعتها من أجل إحداث الضرر بصحة الناس مهما كانت قوميتهم، وإن الأغذية التي تدخل الدولة هي ضمن الأغذية التي تخضع لهذه الاتفاقيات، كما أن الصناعات الغذائية تقوم على أسس صحية وعلمية سليمة ضمن مواصفات محلية وعالمية عالية الجودة، وهي من أكثر المواصفات تشدداً لعلاقتها بصحة الإنسان، بينما تقوم بلديات الدولة على النطاق المحلي بمراقبة المواد الغذائية المستوردة والمصنعة محلياً، وإجراء الفحوص المخبرية اللازمة على عينات منها للتأكد من سلامتها. ِALNAYMI@yahoo.com