ارتقى ضيوف الرحمن اليوم الأحد التاسع من ذي الحجة، جبل الرحمة، وشخصت وجوههم نحو السماء طلبًا للرحمة والغفران ممن لا توصد أبوابه. وفي مشهد مهيب لا مثيل له يجتمع ملايين المسلمين القادمين من أصقاع المعمورة ومن مختلف الجنسيات والأعراق، في مثل هذا اليوم من كل عام، بين يدي الله في عرفات بمآزرهم البيضاء بقلوب نقية من كل الأدران. وبعد ساعات من التوافد، منذ ساعات الصباح الأولى، استقرت جموع حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر، ليؤدوا ركن الحج الأعظم، ويشهدوا الوقفة الكبرى في مشهد إيماني مفعم بالخشوع والسكينة، ملبين متضرعين، داعين الله عز وجل أن يمّن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. ومع غروب شمس اليوم ستبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ليصلّوا بها المغرب والعشاء ويقفوا بها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة.