×
محافظة المنطقة الشرقية

أهالي كرباباد: نفذنا طوال عامين أكثر من 15 اعتصاماً للمطالبة بحقنا الإسكاني ولم نحصل على شيء حتى الآن

صورة الخبر

استمع شيماء المرزوقي في أيامنا هذه نقوم يومياً بشراء الأطعمة والمواد الغذائية، كالعصائر، والأجبان، والمعلبات، والمخبوزات، وغيرها كثير، ونأكلها ونحن متأكدون أنها غير ضارّة، ولا تحتوي على جراثيم، لكننا لا نعلم من يقف خلف الكشف العلمي الذي منحنا هذا الأمان المطلق، الكشف العلمي المذهل الذي مكّن سكان كوكب الأرض من تناول الأطعمة بعد حفظها من دون ضرر. يعود السبب إلى أن الشركات تعقم هذه المنتجات باستخدام البسترة، وهي أن تسخّن الأغذية إلى درجة حرارة معيّنة حتى تُقتل الجراثيم فيها، ويطول شرح الطريقة العلمية المبدعة، ولكن ما يهمنا في هذا الاكتشاف قصة ومعاناة حدثت للعالم لويس باستير، وهو أستاذ وباحث فرنسي، وأطلق عليه لقب أعظم من ساهم في علوم الطب في القرن التاسع عشر، لكنه هو من طوّر عملية البسترة عن طريق التسخين لقتل الجراثيم في الطعام، وهو الذي توصّل إلى كيفية عمل اللقاحات التي ساعدت على الوقاية من الأمراض. ولباستير العديد من الاكتشافات التي ساهمت في إنقاذ الملايين من الناس، ولكن في هذا السياق نسلط الضوء على قصة اكتشافه طريقة تعقيم الطعام، وهذا الكشف حدث بالذات، لأنه هو شخصياً كان في أمسّ الحاجة إليه، إذ كان لديه أربعة أطفال، وأصيبت إحدى بناته بحمى التيفود، وهو مرض معد ينتج عن أكل، أو شرب مواد ملوّثة، ولم يكن أحد يعرف سبب هذا المرض، ولا علاجه في ذلك الوقت، فتسبّب بموت ابنته، وعانى هذا المرض العديد من الناس في مختلف بقاع العالم، بل وعانوا أمراضاً أخرى أسبابها هي الجراثيم التي لا يعلمون من أين تصيبهم، وما هو مصدرها، وما سببها، لذلك قرر باستير أن يحاول أن يجد لهذه الأمراض علاجاً، وتوصل مع اكتشافاته وتجاربه، إلى أن هذه الجراثيم تأتي من السوائل، مثل الألبان، والعصائر، ورأى من خلال المجهر، كائنات دقيقة تتسبب بفساد هذه الأغذية، وبالتالي يروح ضحاياها العديد من الأطفال، مثل ابنته، وحاول بعد أن عرف المصدر والسبب أن يجد العلاج النهائي لهذه المشكلة، وبعد تجارب عدة، وجد أن أفضل حل أن يتخلص من هذه الجراثيم باستخدام تسخين هذه المشروبات، وأسماها عملية البسترة، ونجحت هذه الطريقة بجعل الطعام أكثر أماناً، ويدوم لمدة أطول من دون أن يفسد، وإلى عصرنا الحالي تقوم الشركات باستخدام هذه الطريقة في قتل الجراثيم من الأغذية والمشروبات حتى نحصل على طعام خال من الجراثيم. أعتقد أن لويس باستير انتقم لوفاة ابنته، وقدم للبشرية خدمة جليلة وعظيمة، ونحن نعيش في رفاه هذا الكشف العلمي حتى اليوم. Shaima.author@hotmail.com Www.shaimaalmarzooqi.com