×
محافظة مكة المكرمة

القبض على 3 مقنعين سطو على صيدلية بجدة (فيديو)

صورة الخبر

المبادرة التي بدأت الإدارة العامة للدفاع المدني في الشارقة تطبيقها، وانطلقت بموجبها 11 دورية متحركة تجوب مدن ومناطق الإمارة، يقودها عنصران مؤهلان ومدربان على التعامل الجيد عند نشوب الحرائق وفي عمليات الإخلاء، تكون هي المستجيب الأول والأسرع للتعامل مع الحدث، بحيث يسبق وصول سيارات الدفاع المدني، وجرى تحديد نطاق عمل كل مركبة منها على مستوى الإمارة، تستوجب وقفة تأمل ودراسة، وتطبيقها على مستوى جميع إدارات الدفاع المدني التي لا تطبقها. فالمبادرة عملية وحيوية، وفائقة الأهمية في تقليل فترة وقوع الحوادث من غير مواجهة، خاصة بالنسبة للحرائق التي تلتهم نيرانها كل ما تطوله وبسرعة جنونية، وكل ثانية وليس دقيقة لها أهميتها فوق العادية في تقليل نسبة الخسائر البشرية والمادية، ومنع وقوع كوارث أحياناً، إذا كان طريق سيارات الدفاع المدني يعاني أصلاً من تكدس مروري لا حلول له على ما يبدو في الأفق القريب، في كثير من شوارع الدولة، وبات وجود سيارات للدفاع المدني متحركة، أحد الحلول الذكية، لمواجهة مشاكل كلها تقبع في زاوية الاحتمالات، إذ لا يوجد من يتنبأ بوقت وقوع حريق أو ضرورة إخلاء مبنى مكتظ بالناس. وإذا كانت دوريات الدفاع المدني لها قواعد تنطلق منها وتعود إليها ممثلة في مراكز الدفاع المدني الموزعة جغرافيا بصورة جيدة على مستوى كل إمارة، فإن من المقترحات الجديرة بالدراسة، أن تكون مراكز الشرطة هي أيضا نقاط انطلاق وعودة للدوريات المتحركة، بحيث تتكامل مراكز الشرطة والدفاع المدني جغرافيا، لتصغر المساحة الإجمالية التي تغطيها الدورية الواحدة من دوريات الدفاع المدني المتحركة. إن وجود دوريات متحركة للدفاع المدني سيتيح التدخل السريع وقت وقوع الحوادث، والوصول إلى أمكنتها في أوقات قياسية قد تتخطى الأرقام العالمية النموذجية، إضافة إلى أنها تستفيد من قدرتها على اختراق طوابير السيارات الطويلة التي تتحرك بسرعة السلحفاة من شدة ازدحام الشوارع بها. ورغم أن الاستفادة هنا نسبية إلا أنها في كل الأحوال تبقى بقيمة من ذهب لأن موضوعها وغريمها نيران تأكل في ثوان كل ما تطاله، وبمرور كل ثانية يزداد خطر اتساعها لتنتقل إلى أماكن جديدة، وهكذا. وإلى جانب التدخل السريع والفوري لدوريات الدفاع المدني عند الحوادث، فقد أضافت لها إدارة الشارقة مهمات أخرى حيوية أيضاً، تتضمن التفتيش الدوري على المنشآت والمباني، للتحقق من سلامة عمل أجهزة الإنذار، ومدى مناسبتها لشروط الوقاية والسلامة. ولأن المبادرة ستخضع للتجربة والتقييم، نأمل أن لا يقتصر عملها على ساعتين يومياً فقط لأنهما لا يمكن أن تكونا مقياساً ولا نموذجاً، كما أن الجهد والإمكانات المبذولة يمكن أن يقابلها حماية أرواح وممتلكات من خطر النيران بما لا يقارن أو يقاس، كما أن الاستفادة من تمركزها في أقسام الشرطة جنباً إلى جنب مع مراكز الدفاع المدني وفق تكامل جغرافي على الأرض، سيقلل من قطر دائرة حركة الدوريات ويزيد فاعليتها بالتأكيد. هشام صافي