تعتزم شركة النفط الإيطالية العملاقة "إيني" الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة في الجزائر. وبحسب "رويترز"، فقد ذكرت الشركة الإيطالية أنها توصلت إلى اتفاق استراتيجي مع مجموعة "سوناطراك" الجزائرية للطاقة بخصوص مشروعات للطاقة المتجددة في الجزائر، ويتمثل المشروع الأول في بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة عشرة ميجاواط، ويتماشى هذا الاتفاق مع استراتيجية "إيني" للأمد الطويل الرامية لدمج الأنشطة التقليدية مع عمليات الطاقة المتجددة. ووفق بيان صادر عن عملاق الطاقة الإيطالي، فإن المشروع الأول سيكون إنشاء محطة لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية الكهروضوئية على مستوى "حقل بئر رباع" شمال ورقلة (800 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية) من قبل الشركة المشتركة (مجمع سوناطراك- أجيب) على أن يبدأ العمل فيه قبل كانون الأول (ديسمبر) المقبل. ونقل البيان عن كلاوديو ديسكالتسي الرئيس التنفيذي لشركة "إيني"، قوله، إن الجزائر دولة ذات إمكانات كبيرة، واليوم "إيني" هي أول شركة للنفط والغاز تنجز اتفاقا استراتيجيا مهما في مجال الطاقة الشمسية في هذا البلد. وأضاف ديسكالتسي أنه في أوائل السبعينيات، كانت "إيني" أول شركة أجنبية توقع اتفاقا مع الدولة الجزائرية، لبناء خط أنابيب غاز ترانسميد، مشيرا إلى أن هذا المشروع مع كل ما يتطلبه ذلك من دعم لوجستي ممكن، يندرج ضمن الاتفاق الاستراتيجي للتعاون في مجال الطاقات المتجددة الذي تم في 21 حزيران (يونيو) الماضي مع أمين معزوزي الرئيس التنفيذي لشركة "سوناطراك". وبين ديسكالتسي أن محطة توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية الكهروضوئية هي جزء من استراتيجية طويلة الأمد لشركته، التي تهدف إلى توليد الطاقة من المصادر المتجددة، وهي مجرد واحدة من المبادرات التي تهدف الشركتان إلى تطويرها في المستقبل القريب. يذكر أن شركة الطاقة الإيطالية "إيني" موجودة في الجزائر منذ عام 1981، حيث استثمرت في الفترة بين 2010 و2015، ما يقرب من 11.5 مليار دولار في أنشطة التنمية، وهو ما يمثل 26 في المائة من مجموع ما تستثمره كل الشركات العالمية الموجودة في الجزائر، حيث بلغ إنتاج الشركة في البلاد أكثر من 100 ألف برميل من النفط المكافئ يوميا. بالرغم أن أحدث الدراسات العالمية عن الطاقة الشمسية، بيّنت أن الجزائر من بين أحسن ثلاثة حقول شمسية في العالم، حيث صُنفت الجزائر ومنطقة أريزونا في الولايات المتحدة، أكبر وأحسن حقول الطاقة الشمسية، ما يجعل الجزائر بمنزلة العملاق النائم للطاقة الشمسية، بيد أنه ما زال إنتاج البلاد من الكهرباء بواسطة هذه التكنولوجيا يعد "ضئيلا جدا"، على حد تعبير مختصي الطاقة. وتمتلك الجزائر ثروة كبيرة من الطاقة الشمسية، حيث تستفيد من ألفين إلى ثلاثة آلاف ساعة من إطلالة الشمس، مع وجود إمكانية إنتاج 2500 كيلوواط في كل متر مربع، وفقا لتقديرات كثير من مختصين، أما القدرات الشمسية الحرارية، فإنها تمثل خزانا معتبرا، حيث تعادل نسبة مضاعفة 10 مرات الاستهلاك الطاقوي على المستوى الدولي. وبعد أن كانت الجزائر السباقة في مجال الطاقة الشمسية، تجاوزتها كثير من البلدان على غرار مشروع نور في المغرب، الذي يعد من أكبر المشاريع في هذا المجال على مستوى العالم، بالرغم من أن الجزائر تتوافر على إمكانات طبيعية تؤهلها من إنتاج 5 إلى 10 في المائة تقريبا من إنتاج الطاقة الشمسية في العالم.