×
محافظة المنطقة الشرقية

رونالدو "مطمئن" لما انجزه في سبيل الكرة الذهبية

صورة الخبر

أشاد مختصون فنيون بالمستويات الفنية والنتائج الإيجابية المتواصلة، التي يحققها المنتخب السعودي الأول في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، حيث تصدر الأخضر المجموعة الحديدية برصيد 10 نقاط، متقدما على كبار المنتخبات الآسيوية مثل أستراليا واليابان، بعد مضي 4 جولات من هذه التصفيات. وأكد المختصون في حديثهم لـالشرق الأوسط أن المنتخب السعودي نجح بكل اقتدار في تأكيد تطور مستوياته الفنية، وخصوصا بعد الجولة الثانية، حيث حقق تعادلا مقنعا جدا أمام المنتخب الأسترالي قبل أن يسجل 3 أهداف دفعة واحدة في الشباك الإماراتية، وليثبت أنه عائد بقوة للمنافسة في هذه التصفيات، وليقطع نحو نصف المشوار في طريقه لإعادة مجد الوصول للمونديال للمرة الخامسة، بعد أن غاب في آخر نسختين بجنوب أفريقيا 2010 ،والبرازيل 2014. واعتبر محمد الخراشي رئيس لجنة المدربين الوطنيين في الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن المنتخب السعودي اختصر مباراته الماضية في آخر 20 دقيقة، حيث كانت التغييرات الفنية التي أجراها المدرب الهولندي مارفيك مؤثرة، وخصوصا بعد أن أشرك اللاعب فهد المولد الذي أرهق الدفاع الإماراتي مما ساهم في خلق مساحات واسعة. وأضاف: كانت مهارات نواف العابد لها أثر كبير. أيضا الثقة التي كان عليها يحيى الشهري، حيث تكفل الثلاثي بتسجيل الأهداف الثلاثة التي انتهت بها المباراة. وشدد الخراشي على أن مشوار المنتخب السعودي نحو المونديال لا يزال طويلاً، ولا يمكن الحديث عن ضمان أحد المقاعد حاليا. من جانبه قال المدرب بندر الجعيثن، إن المنتخب السعودي واصل عروضه القوية في هذه التصفيات بشكل تصاعدي، حيث إن المستوى الفني يتقدم من مباراة لأخرى، حيث كانت البداية أقل من المتوقع أمام المنتخب التايلاندي، وتحقق فيها الأهم وهو الفوز، وأعقبها تقدم نسبي في المستوى أمام العراق وتحقق الفوز أيًضا. وأضاف: كانت مباراة أستراليا الاختبار الأقوى، ووفق منتخبنا في حصد نقطة، وكان مستحقا لها، حيث لم يكن محظوظا بالتعادل، بل بالعكس كان مميزا، حيث كان اللاعبون السعوديون يقاتلون بقوة داخل الملعب ولا يهتمون بالتفوق البدني والجسماني والخبرة الكبيرة التي كان عليها المنتخب الأسترالي، وهذه المباراة ساهمت في رفع معنويات اللاعبين أكثر، وتعزيز الثقة بالقدرة على استعادة أيام زمان، حينما كان المنتخب السعودي في قمة القارة الآسيوية. وفيما يخص المباراة الأخيرة ضد الإمارات، قال: كان المنتخب السعودي أقل عطاء في الشوط الأول الذي كان فيه تفوق نسبي للمنتخب الإماراتي لم يتم استغلاله بالصورة المناسبة، وخصوصا مع غياب فاعلية لأبرز نجوم المنتخب، وهم عمر عبد الرحمن (عموري)، وعلي مبخوت، وأحمد خليل، وهذا ما أراح الدفاع السعودي نسبيا في المباراة، وخصوصا مع وجود سيطرة إماراتية غير فعالة بشكل عام. وتابع: في الشوط الثاني تغير الأداء وفرض المنتخب السعودي نفسه وأسلوبه، حيث نجح في أن يكون الأفضل فنيا مع تراجع واضح في الجانب اللياقي للاعبي المنتخب الإماراتي، ومع الإصرار السعودي سجلت الأهداف الثلاثة في ثلث الساعة الأخير من المباراة، ليتوج بذلك الأخضر مستواه الفني بتحقيق الفوز الذي جعله يرتقي للمركز الأول في المجموعة. وأكد الجعيثن أن هناك تدخلات فنية مؤثرة قام بها المدرب الهولندي مارفيك، ومن أبرزها إشراك فهد المولد في موقع جديد ومفاجئ لمدرب الإمارات، حيث تعود الجميع أن يراه على الأطراف، لكنه تواجد في القلب مساندا بشكل مباشر للهجوم، وهذا ما نتج عنه الهدف الأول الذي أعقبه تفكك أكثر للمنتخب الإماراتي، وأثمر عن تعزيز التفوق بهدفين. وأضاف: خلاصة القول، إن مارفيك أثبت أنه قارئ ناجح لأسلوب الفريق المقابل، حيث يكون الشوط الأول نظريا، وفي الثاني يقوم بالتغييرات المؤثرة. من جهته، قال المحلل الفني نايف العنزي: إن المنتخب السعودي بات يثبت أنه يتقدم تدريجيا من الناحية الفنية، حيث يقدم مستويات فنية مميزة نجح على أثرها في تصدر المجموعة الحديدية. وأضاف: في المباريات الأربع الماضية، كان هناك سيناريو مكرر تقريبا، وهو أن المنتخب السعودي يظهر بمستوى فني أقل، ويهدف من خلاله المدرب مارفيك إلى قراءة الفريق المقابل، ومن ثم يتم عمل الطريقة المناسبة في الشوط الثاني. هذا الأمر كان منذ المباراة الأولى أمام تايلاند، مرورا بالعراق، مع التأكيد على أن المنتخب كان أقل فنيا في الجولتين الأوليين، عما كان عليه في الجولتين الثالثة والرابعة. وأكد أن من أهم أسباب التألق السعودي، إضافة للنهج الفني الذي يسلكه المدرب، هو الروح المعنوية العالية للاعبين، والقتالية التي كانوا عليها، مدعمين بجمهور كبير ووفي، حضر وآزر وساند. وقال: الروح المعنوية العالية للاعبين اشتقنا لها كثيرا، وعادت ولله الحمد، وهذا شيء يطمئن بأن الأمور تسير في الطريق الصحيح، وأن المنتخب السعودي قادر على إعادة المجد بالوصول للمونديال المقبل. وحول أبرز التغييرات التكتيكية التي كان لها أثر في فوز المنتخب السعودي بالمباراة الأخيرة، قال: التغييرات كانت إيجابية، وخصوصا فيما يتعلق بإشراك المولد في موقع مختلف عما كان عليه في مباريات سابقة، كما أن النهج الفني الذي كان عليه مدرب المنتخب الإماراتي مهدي علي يعتمد على الضغط على حامل الكرة، وهذا بكل تأكيد كان له أثر في استنزاف لياقة لاعبي المنتخب الإماراتي، وهو نهج للحقيقة يعتبر عاليا فنيا، ولكن في الشوط الثاني ومع انخفاض مستوى المنتخب الإماراتي كان المنتخب السعودي يبدع. وشدد العنزي على أن المشوار لا يزال طويلا، وبعد تجاوز المنتخب الياباني في طوكيو في الجولة المقبلة، يمكن الحديث على أن منتخبنا نجح في قطع نصف المشوار نحو المونديال، وإن خرج المنتخب السعودي بالتعادل من مباراة اليابان فسيكون ذلك نتيجة إيجابية وغير سيئة؛ لأنها تبقي المنتخب السعودي متقدما على منافسين أقوياء في صراع التأهل. وأخيرا، كان المدرب عمر باخشوين، الأكثر تفاؤلا بعد الفوز على الإمارات، حيث اعتبر أن المنتخب السعودي ضمن، بنسبة تصل إلى 60 في المائة، الوصول لمونديال روسيا. وأكد باخشوين أن التدخلات الفنية للمدرب مارفيك، وخصوصا الزج باللاعبين القادرين على إحداث خلخلة في دفاعات المنتخب الإماراتي، وبخاصة فهد المولد، وكذلك الحماس الكبير والإصرار الذي كان عليه اللاعبون في المباراة، وخصوصا بعد التألق الكبير أمام المنتخب الأسترالي في الجولة الثالثة، كل ذلك كانيشير إلى أن المنتخب السعودي يسير بثبات نحو إعادة الأمجاد. وشدد على أن هناك عدة عوامل وراء التألق السعودي، ولا يمكن حصر الأمر عند المدرب أو اللاعبين أو الأجهزة الفنية المساعدة، وكذلك الإدارية، بل إن للجمهور دورا تكامليا في منظومة ستحقق نجاحا جديدا للكرة السعودية.