قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن طائرات أسقطت حاويات لمادة كيماوية يُعتقد أنها غاز الكلور شرق حلب اليوم (الثلثاء)، تزامناً مع تشديد قوات النظام السوري وحلفاؤها الخناق على المنطقة عبر شنها هجمات على محاور عدة بغية تقليص مساحة سيطرة الفصائل المعارضة. ذكر «المرصد» والسلطات الصحية المحلية أن طائرات هليكوبتر أسقطت حاويات لمادة كيماوية يعتقد أنها الكلور على شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، ما أصاب بعض الأشخاص بصعوبات في التنفس، موضحاً أن شبكة المصادر التابعة له أبلغت عن رؤيتها إسقاط ما لا يقل عن أربعة براميل متفجرة على حيي القاطرجي وضهرة عواد وإن رائحة الكلور تملأ المنطقة. وأبلغت مصادر طبية «المرصد» بأنها تعتقد أن الغاز هو الكلور. وتابع: «باتت قوات النظام تسيطر على ثلث حي مساكن هنانو حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين»، مشيراً إلى مقتل ثمانية مقاتلين معارضين على الأقل، من بينهم قيادي. وتحاول قوات النظام وفق المرصد التقدم من هذه الجبهة نحو الأحياء الشرقية. ودفعت المعارك من تبقى من سكان الحي الذين نزحت أعداد كبيرة منهم مع بداية النزاع في حلب، إلى الفرار خوفاً من اشتداد حدة المعارك. وقال عضو المجلس المحلي لمساكن هنانو ميلاد شهابي إن «المدنيين بدأوا بالفرار من الحي هرباً من الاشتباكات العنيفة» باتجاه الأحياء الجنوبية. وتزامنت المعارك في مساكن هنانو مع قصف جوي ومدفعي على مواقع الفصائل وأحياء عدة شرق المدينة، وفق المرصد، فيما سمع دوي القصف والغارات طوال ساعات الليل. وأعلن «المرصد» مقتل 141 مدنياً من بينهم 18 طفلاً خلال أسبوع من قصف قوات النظام الذي استؤنف بعد فترة من الهدوء، فيما أودت هجمات الفصائل المعارضة التي استهدفت الأحياء الغربية بالقذائف بحياة 16 مدنياً بينهم عشرة أطفال في الفترة ذاتها. ومن جهة ثانية، دعا الجيش السوري في بيان مسلحي المعارضة إلى استخدام الأغذية الموجودة في مستودعات شرق حلب لإطعام الناس، متهماً إياهم بامتلاك «مستودعات تموينية». ولم يتسنَ التحقق من وجود هذه المستودعات. وقالت الأمم المتحدة الجمعة الماضي إن المساعدات الغذائية نفدت. وفي بيان منفصل، أعلن الجيش النظامي تشكيله فيلقاً جديداً من المتطوعين للقتال إلى جانب جنوده وحلفائه بهدف «القضاء على الإرهاب»، وأضاف في بيان «أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن تشكيل الفيلق الخامس اقتحام من الطوعيين بمهمة القضاء على الإرهاب». وفي شأن متصل، أعلن رئيس مؤسسة الشهداء والمحاربين القدماء في إيران محمد محلاتي مقتل حوالى ألف مقاتل أرسلتهم الجمهورية الإسلامية إلى سورية في النزاع، وفق ما نقلت عنه وكالة «تسنيم» للأنباء. ويثير التصعيد العسكري في حلب قلقاً دولياً حيال مصير المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية والبالغ عددهم أكثر من 250 ألف شخص يعيشون ظروفاً مأسوية، خصوصاً بعد تعذر إدخال أي مساعدات اليهم منذ تموز (يوليو) الماضي. من جهة ثانية، قالت مصادر استخبارات حكومية في الاتحاد الأوروبي إن ناقلات روسية قامت بتهريب وقود للطائرات إلى سورية عبر مياه الاتحاد الأوروبي لتعزيز الإمدادات العسكرية، موضحة أن سفينتين على الأقل تحملان العلم الروسي أوصلتا شحنات عبر قبرص في انتهاك لعقوبات للاتحاد الأوروبي. وقال المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع إنه كانت هناك زيادة حادة في الشحنات في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وقال مصدر منفصل في مجال الشحن على علم بتحركات السفينتين اللتين تحملان العلم الروسي إنهما زارتا ميناءين في قبرص واليونان قبل أن تنقلا الوقود إلى سورية. ولم ترد وزارتا الدفاع والنقل الروسيتان على طلبات للتعقيب. وقالت ناطقة باسم الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي إن تطبيق القيود التي يفرضها الاتحاد يرجع إلى الدول الأعضاء، مضيفة: «نثق في أن السلطات المختصة تفي بالتزاماتها لضمان احترام تطبيق القيود والتصدي لأي محاولات لخرقها». ورفضت وزارة الخارجية اليونانية التعقيب. وقالت حكومة قبرص إن سلطاتها لم توافق على رسو أي ناقلة روسية تحمل وقود للطائرات متجهة إلى سورية. وقالت وزارة الخارجية القبرصية: «نرحب بأي معلومات قد تقدم لنا بشأن أي أنشطة تنتهك القيود التي فرضتها الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي».