خلصت دراسة أمريكية إلى أن التناول الطائش للوجبات الخفيفة أمام التليفزيون ربما يبدأ قبل فترة طويلة من معرفة الأطفال كيفية استخدام جهاز التحكم عن بعد الريموت كنترول. في تجربة على 60 طفلًا تراوحت أعمارهم ما بين سنتين إلى خمس سنوات، ركز الباحثون على كيفية تأثير الإعلانات على ما يُعرف باسم تناول الطعام في غياب الجوع. قدم الباحثون لجميع الأطفال وجبة خفيفة صحية لضمان أنهم يشعرون بالشبع، ثم أجلسوهم لمشاهدة برنامج تليفزيوني مع إعلانات عن رقائق الذرة أو أحد المتاجر، ووضعوا أمامهم رقائق الذرة ووجبة خفيفة أخرى أثناء مشاهدتهم البرنامج. تناول الأطفال الذين شاهدوا إعلان رقائق الذرة 127 سعرة حرارية في المتوسط، مقارنة بـ97 سعرة حرارية فقط تناولها الأطفال الذين لم يشاهدوا الإعلان. قالت قائدة الدراسة جنيفر إموند، إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي توضح أن التعرض لإعلانات الطعام يلمح بالتناول الفوري للطعام بين الأطفال حتى بعد تناولهم وجبة خفيفة مشبعة. وأشارت إموند إلى أن الأطفال يشاهدون التليفزيون لما يصل إلى 3 ساعات يوميًا في المتوسط، موضحة أنه إذا تعرض الأطفال لإعلانات الطعام أثناء تلك الفترة، ربما يزيدون دون وعي من استهلاك الوجبات الخفيفة التي ربما تؤدي إلى زيادة إضافية في الوزن. توصى الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، بعدم مشاهدة الأطفال الأصغر من 18 شهرًا للتليفزيون، وتقترح عدم مشاهدة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين إلى خمس سنوات التليفزيون لأكثر من ساعة يوميًا. إن نوعية البرنامج التليفزيوني مهمة أيضًا فتشجع الأكاديمية على مساعدة البرامج التعليمية مثل تلك التي تشجع على تعلم اللغة، وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية. لم يكن هناك ارتباط ذات مغزى بين كمية الطعام التي تناولها الأطفال أثناء مشاهدة البرنامج وأعمارهم أو أوزانهم أو طريقة إشراف أهاليهم عادة على أوقات تناول الطعام في المنزل. فحص الباحثون فيما إذا كان قيود التغذية المفروضة من الوالدين، التي ربما تتضمن أمورًا مثل الضغط على الأطفال لتناول أطعمة معينة أو منعها، ولم يجد الباحثون أي ارتباط بين هذه الممارسات وكمية الوجبات الخفيفة التي استهلكها الأطفال في التجربة. كما أشار الباحثون إلى أن الأطفال ربما أيضًا لا يكونوا جديرين بالثقة عندما يخبرون البالغين ما إذا كانوا يشعرون بالشبع أم لا، لذلك من المحتمل أن يكون بعض الأطفال زعموا أنهم تناولوا ما يكفيهم من الطعام قبل مشاهدة التليفزيون ولكنهم كانوا يشعرون بالجوع.