القيلولة أفضل للممتحنين من المراجعة المطولة عند اقتراب موعد الامتحانات والاختبارات يلجأ الطلاب إلى تكثيف ساعات المراجعة وتناول الكثير من المنبهات للسيطرة على رغبة النوم، اعتقادا منهم أن تكديس المعلومات وإعادة مراجعتها مرارا هما السبيل الأنجع لتخزينها. لكن العلم أثبت أن النوم واسترخاء الدماغ يعززان القدرة على الاستيعاب والتذكر أكثر من المراجعة المطولة. العرب [نُشرفي2016/11/24، العدد: 10465، ص(17)] القيلولة تعزز من إيجاد حلول للمشكلات المستعصية لندن - توصلت دراسة حديثة إلى أن النوم أو القيلولة أفضل للممتحنين من المراجعة المطولة، لما لهما من تأثير فعال على الذاكرة طويلة المدى. كما يعتقد الباحثون أن النوم ليس ضرورياً فقط لراحة الجسم، إنما هو أمر حيوي للذاكرة حيث يساعد الدماغ على استيعاب وحفظ ما تمت دراسته خلال النهار. ووفق صحيفة “ديلي ميل”، قال فريق من الباحثين في كلية دوك الطبية للدراسات العليا التابعة لجامعة سنغافورة الوطنية، إنهم أجروا دراسة على مجموعة من الطلاب، نصفهم ناموا والآخرون راجعوا دروسهم. وبمقارنة نتيجة امتحان المجموعتين، لاحقا، تبين أن المجموعة التي أخذت قسطاً من النوم حصلت على علامات أفضل، ما اعتبره العلماء خير دليل على أن تكديس المعلومات قد يكون مفيدا على المدى القصير لكنه لا ينفع على المدى الطويل. واقترح العلماء اعتماد قيلولة مريحة خلال فترة ما بعد الظهيرة، حيث تتراجع اليقظة ويتعرض الوعي لفترة خمول في حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر. كما نصح الدكتور جيمس كوزنز، المشرف على الدراسة التي تم عرضها في الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب في سان دييغو، الطلاب بعدم التوتر وإعادة مراجعة المعلومات، بل أخذ قيلولة لأنها ستؤدي نفس المفعول في مساعدة الدماغ على استرجاع المعلومات المطلوبة. في حال البحث عن تنمية الإبداع، ينبغي النوم في وقت سابق من اليوم وخاصة عند مواجهة مشكلة النوم المتقطع ورغم تكرار الاختبار وثبوت أن المجموعة التي نالت قسطا من الراحة كان أداؤها الأفضل في الامتحان من المجموعة الأخرى التي عكفت على تكديس المعلومات، إلا أن الموضوع بحاجة إلى المزيد من الأبحاث، على حد قول الدكتور غاريث جاسكل من جامعة يورك نيو ساينتست. أكدت الباحثة، سارة ميدنيك من جامعة كاليفورنيا، ومؤلفة كتاب “خذ غفوة! تغير حياتك” أن أفضل طريقة للقيلولة تعتمد أيضا على أي نوع من الآثار التي تبحث عنها. ففي دراسة أجريت عام 2009، قارنت سارة وزملاؤها آثار كل من النوم الخاطف والنوم المسترخي والاستراحة (مقابل البقاء مستيقظا) على القدرة على حل المشكلات. وفي صباح يوم الاختبار، خضع الطلاب لمهمة تمثلت في أن عليهم أن يأتوا بكلمة متعلقة بثلاث كلمات لا توجد علاقة بينها ظاهريا – على سبيل المثال “السقوط” و”الممثل” و”الغبار”. وهذه يمكن ربطها جميعا بكلمة واحدة وهي “نجم”. وفي فترة ما بعد الظهر في وقت مبكر، أخذ بعض الطلاب قيلولة خاطفة وبعضهم قيلولة مع الاسترخاء، في حين قضى آخرون وقت الاسترخاء وهم مستيقظون. وعندما عادوا في المساء للقيام بنفس مهمة الصباح، حقق الطلاب الذين أخذوا القيلولة الخاطفة أفضل أداء، أي بعبارة أخرى يمكن القول إن القيلولة تعزز من إيجاد حلول للمشكلات بطريقة خلاقة. “ومن ثم فإن كنت تبحث عن قيلولة منعشة، فيجب عليك النوم في وقت متأخر من اليوم عندما يكون لديك قسط كبير من النوم المتواصل”، حسبما تقول سارة. وتضيف “إذا كنت تبحث عن قيلولة تساعد على الإبداع، يجب عليك النوم في وقت سابق من اليوم وخاصة عندما تواجه مشكلة النوم المتقطع مع زيادة حركة العين أثناء النوم”. لكن التعرض لحركة العين كثيرا أثناء النوم يعني أيضا أنك بحاجة إلى النوم لمدة أطول خلال القيلولة، حوالي بين 60 و90 دقيقة، لأنها هي المرحلة الأخيرة من دورة النوم، ومع هذا يمكن أن تكون للقيلولة القصيرة فوائد أيضا. وتوصلت دراسة ألمانية إلى أن نوم القيلولة يعزز قدرات الدماغ بشكل كبير، حيث تبين أن الحصول على 45 إلى 60 دقيقة من النوم خلال النهار يزيد قدرات التعلم والذاكرة 5 أضعاف. العلماء يحثون على اعتماد قيلولة مريحة خلال فترة ما بعد الظهيرة، حيث تتراجع اليقظة ويتعرض الوعي لفترة خمول وشارك في الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة سارلاند 41 شخصا خضعوا لاختبارات حول الذاكرة وفحوص عن النشاط الكهربائي للدماغ للتعرف على مدى تأثر منطقة الحصين المسؤولة عن نشاط الذاكرة في الدماغ بنوم القيلولة. تضمنت الدراسة التي نشرت نتائجها في “دورية علم الأعصاب”، قياس الذاكرة باختبار للقدرة على استدعاء الكلمات واختبار آخر لتذكر المشاهد بعد مشاهدة فيلم فيديو. ولاحظ الباحثون المشرفون على الدراسة زيادة القدرة على استدعاء الكلمات خمسة أضعاف بعد الحصول على 45 إلى 60 دقيقة من القيلولة. وقال الباحثون إن القيلولة القصيرة تعزّز الذاكرة الترابطية، وهي القدرة على تذكر أمور ذات صلة ببعضها بعضا، لكن لم يترتب على نوم القيلولة تحسن في القدرة على تذكر أرقام الهواتف أو أسماء الأشخاص. ودعت الدراسة إلى الحصول على غفوة قصيرة في المكاتب أو في المدارس. وتوصلت بعض الأبحاث الحديثة إلى أن الجانب الأيمن (المسؤول في الأصل عن الإبداع والخيال) هو الأكثر نشاطا أثناء القيلولة، وبالتالي فهو يعمل على هدوئنا وراحتنا ويسمح بتدفق الأحلام إلى مناماتنا. وهكذا يرتاح الجانب الأيسر (المسؤول عن المنطق والتعلم والأعداد والتحليل والتذكر والتحدث) لفترة من الوقت مما يساعده على التخلص من المعلومات المؤقتة وتثبيت المعلومات التي تحتاج إلى تخزين طويل الأجل وهكذا. وأكدت دراسة من جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة أن قيلولة لمدة 30 دقيقة تحسّن من ذاكرة الأطفال الرضع وقدرتهم على التعلم. :: اقرأ أيضاً تعنيف الأسر للأبناء لمضاعفة النجاحات قد يدفعهم إلى الانتحار الطفولة.. تربية الإبداع في الإمارات تصرف الأطفال بلطف تجاه الآخرين يجعلهم أكثر سعادة من أقرانهم الطاقية نجمة موضة الشتاء