أعلن المهندس سلطان بن حمود الزهراني، الأمين العام للجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية عضو مجلس الجمعية السعودية للسلامة المرورية، أن النقل الذكي هو الحل الأمثل لقطر ومنطقة الخليج خلال السنوات المقبلة. وقال في حوار وتصريحات خاصة لـ «العرب» على هامش أعمال منتدى قطر لسلامة النقل في دورته الخامسة: «هناك العديد من الخطط التعاونية بين دول مجلس التعاون الخليجي نتمنى أن ترى النور قريبا، وستساهم بشكل كبير في زيادة فاعلية التبادل التجاري والسياحي». وأشار إلى أن هناك مقترحا بتسيير قطارات ومترو بين دول منطقة الخليج في السنوات المقبلة، والحديث يدور حاليا بين السعودية والبحرين على سبيل المثال، مؤكدا على أن الربط بين دول مجلس التعاون بالقطارات والمترو السريع له أهمية كبرى في ظل الاعتماد الكبير على النقل الذكي بين دول العالم القريبة من بعض لما فيه من فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة. كما شدد على أن قطاع النقل بأنماطه وأشكاله المختلفة يعتبر من القطاعات الداعمة والرافدة للاقتصاد المحلي في أي دولة وهو العصب الرئيسي في التنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية، وقال: «أعتقد أن دولة قطر تدرك ذلك جيدا وتسير على الطريق الصحيح في هذا الجانب خاصة فيما يتعلق بمشاريع المونديال الهامة التي يتم تجهيزها خلال الفترة المقبلة». وأضاف أن هذا القطاع يلعب دورا كبيرا للغاية في ربط المراكز التجارية والصناعية من خلال إنشاء نظام نقل متكامل يساهم في إحداث نقلة اقتصادية نوعية، وهو ما يلمسه ويجده في قطر خاصة في ظل استخدام واستقطاب أحدث التقنيات والتكنولوجيا المستخدمة في العالم. تطور كبير ومستمر وعن رأيه فيما وصلت إليه قطر في هذا الجانب أشار إلى أنه تحدث كثيرا مع سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات القطري في هذا الجانب، وقال: «خلال حضوري المنتدى الأخير جددت تأكيدي لسعادة الوزير بأنه في كل مرة أحضر إلى قطر أجد تطورا هائلا وكبيرا في مشاريع الطرق والنقل والسلامة المرورية، وهو ما يشير إلى أن الدولة تدرك تماما أهمية هذا القطاع في تحقيق التنمية الاقتصادية المطلوبة وفقا للخطط الاستراتيجية التي تضعها، ولذلك أرى أن مشاريع النقل المتعلقة بسكك الحديد والموانئ والمطار والمترو والسلامة المرورية في قطر حققت إنجازات كبيرة خاصة في ظل حرص المسؤولين القائمين على هذا الجانب على مراعاة كافة معايير السلامة أسوة بدول العالم المتقدمة». وأوضح أنه مع اقتراب قطر على استضافة المونديال سيكون الوضع داخل قطر على أرض الواقع مختلفا تماما، إذ إن المشاريع التي اطلعت على جزء منها تسير وفق أحدث التقنيات الحديثة باستخدام كافة طرق النقل الذكي والسلامة والأمن وهو ما يزيد من جعل قطر على مصاف الدول الكبرى في قطاع النقل والمواصلات. قطر جاهزة للمونديال كما تابع قائلا: «أعتقد أن قطر ستكون جاهزة تماما للمونديال بالشكل الأمثل في قطاع الطرق والمواصلات؛ لأن ما أشاهده في قطر من تقدم كبير بهمم الشباب يبعث للتفاؤل، ولذلك أتمنى دائما التقدم لدولة قطر في كافة المجالات وخاصة في قطاع النقل والموصلات الذي أهتم به شخصيا». وعن علاقة التعاون بين السعودية وقطر في هذا الجانب قال: «بصفتي أمين لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية وعضو مجلس الجمعية السعودية للسلامة المرورية، هناك تعاون مستمر ومثمر للغاية مع سعادة العميد محمد المالكي أمين عام اللجنة الوطنية للسلامة المرورية في قطر والدليل على ذلك المشاركة السنوية في المنتدى الخاص بالسلامة والنقل في قطر». التعاون مستمر واستطرد في هذه الجزئية مؤكدا على أن عملية التعاون والتواصل تكون من خلال تبادل الخبرات في هذا المجال وخاصة فيما يتعلق بالسلامة المرورية التي تعتبر بمثابة التحدي الأكبر للدول لكونها تعني أكثر من جهة في الدولة وليس جهة واحدة. وتابع قائلا: «تبادل الخبرات والمعلومات مع قطر لا يتوقف بما يفيد النجاح في السلامة المرورية خاصة في ظل قيام قطر بتنفيذ الاستراتيجية الجديدة للسلامة المرورية، ولذلك نحن نعرض ما توصلنا إليه في هذا الموضوع بما يفيد ونستفيد أيضا بما تقدمه قطر وهو كله يعود بالنفع لدول الخليج بشكل عام». وشدد المهندس سلطان الزهراني على أن المواطن الخليجي مواطن متحرك وخاصة بين الدول القريبة له ولذلك التركيز على الاهتمام بسلامته بشكل مستمر يشغل بال المسؤولين في كافة دول الخليج، ولذلك فإن تبادل المعلومات باستمرار في هذا الشأن مهم للغاية لكون الموضوع شائك للغاية ويحتاج إلى تعاون من كافة الجهات الموجودة بالدولة؛ لأن الحديث هنا يتعلق بحياة الإنسان الذي يتنقل من مكان إلى آخر بكافة وسائل النقل. النقل الذكي وعن أحدث ما توصلت إليه السعودية في هذا الجانب أوضح الزهراني أن قطاع النقل والمواصلات وصل إلى درجة عالية من التقدم في دول منطقة الخليج وفي مقدمتها قطر وليس في السعودية فقط، ولن يتوقف هذا التقدم طالما هناك تقنيات حديثة تظهر من وقت إلى آخر، وقال: «النقل الذكي هو أكثر ما تركز عليه السعودية من أجل الوصول إلى مرحلة متقدمة للغاية في هذا القطاع لكونه يسهل من انسيابية الحركة بين المدن وسلامة المقيمين والمواطنين، ولذلك يعتبر النقل الذكي أو استخدام أحدث التقنيات الحديثة في هذا القطاع بمثابة أحد أهم ركائز السلامة المرورية». كما أضاف أن السعودية لا تتوقف عن إقامة المنتديات والمؤتمرات في كافة المناطق لمناقشة كل ما يتعلق بهذا الشق المهم مع استدعاء كافة الخبراء من دول العالم المتقدمة للحصول على الخبرات الجديدة والمعلومات الحديثة لتطبيقها بما يتلاءم مع الوضع داخل البلد، وقال: «هناك أيضا تركيز شديد على عملية التوعية المجتمعية وخاصة فيما يتعلق بموضوع السلامة المرورية فهي لا تتوقف داخل السعودية». التقنيات الحديثة وعاد المهندس سلطان الزهراني ليؤكد بأن تقدم أي دولة لن يتم إلا باستخدام أفضل التقنيات الحديثة سواء في عملية الضبط المروري أو النقل العام والطرق، وقال: «على سبيل المثل لو قمت في قطر بزرع 40 ألف جندي على الطرق المنتشرة في البلد فلن ينجحوا في ضبط حركة المرور كما ينبغي، ولكن بالاستعانة المستمرة بالتكنولوجيا الحديثة يكون الوضع مختلفا تماما، وهو ما أقدمت عليه قطر منذ فترة طويلة ويظهر عندما تسير في الشوارع حيث لا تجد سوى الالتزام الشديد في ظل وجود كافة وسائل التكنولوجيا مع عدم وجود عسكري أو شرطي المرور». واختتم الزهراني تصريحاته لـ «^» مدللا على كلامه الأخير بالقول: «مثلا إذا ذهبت إلى سنغافورة فلن تجد عسكريا أو شرطيا واحدا في الشارع، وذلك بسبب استخدام التقنيات الحديثة المميزة في إدارة الحركة المرورية وضبطها».;