أرغم تنظيم داعش سكانًا في مدينة الموصل على ترك منازلهم بعدما هددهم بالقتل وتفجير بيوتهم، بحسب ما أفاد نازحون. وقالت النازحة إلى مخيم جديد في منطقة الخازر شرق الموصل أم دلال، وقد استخدمت اسمًا مستعارًا خوفًا على أفراد من عائلتها ما زالوا داخل المدينة، «قبل تسعة أيام قرعوا باب البيت وطلبوا منا الخروج من منازلنا، رفضنا في بداية الأمر، لكن لم يسكتوا». وأضافت «حين رفضنا، هددوا باستخدام غاز الخردل ضدنا، خفنا وخرجنا إلى مناطق أخرى جرى تحريرها». من جهته، قال عبدالهادي عكرمة النازح من حي البكر في الموصل «خرجنا بسبب الدواعش»، مضيفًا «أتوا في الليل وطلبوا منا المغادرة، رفضنا فهددونا بتفخيخ منازلنا.. أتوا مجددا في الصباح. أرادوا أن يحفروا أنفاقًا بين منازلنا كونها في خطوط الجبهة الأمامية، والذي يجادلهم يقتلونه». وفي الوقت نفسه فإن من ينجو من سيف داعش فإنه يجد مليشيا الحشد الشعبي بانتظاره خارج الموصل، حيث وثقت منظمات إنسانية عديدة حالات انتهاك جسمية بحق المدنيين الهاربين. ويتوقع أن تطلق موافقة البرلمان العراقي أمس الأول على تشريع يحول الحشد إلى فيلق مشروع منفصل في الجيش، يد عناصر المليشيا ضد السنة من سكان الموصل. وفي سياق متصل يعاني النازحون بمخيم الخازر من موجة البرد القارس حيث يقبعون داخل خيام بلاستيكية لا تقيهم شدة الرياح والبرد. ووصلت بشرى إلى مخيم الخازر شرق الموصل برفقة بناتها الثلاث قبل أيام، بعدما فرت من حي السماح في الموصل التي شهدت قبل عامين مقتل زوجها على يد المتطرفين. في الخيمة التي تسكنها مع بناتها، وأكبرهن في الـ13 من العمر، تبكي طفلة بشرى ليلًا وتنادي والدتها «ماما أشعر بالبرد». تنهمر دموع الأم لإحساسها بالعجز. وتقول «البرد أنهكنا، بناتي مرضن من الإسهال والقيء». وتقول علية زنون (56 عامًا) وهي تغسل الأطباق في وعاء كبير أمام خيمتها، «متنا من البرد، أيدينا تشققت وامتلأت بالفطريات من المياه الباردة». أما خلال الليل، «فلا يستطيع الواحد منا إخراج رأسه من تحت الغطاء، نتكوم في مكاننا سعيًا إلى الدفء».