×
محافظة المنطقة الشرقية

النصر والهلال يضربان بقوة ويتمسكان بموقعيهما في الصدارة والوصافة

صورة الخبر

مقابلة جماعية لعدد من الصحافيين في دولة قطر، جمعتهم بالممثلة الأميركية ميغ رايان، وفق شروط قاسية وضعها فريق عملها، كانت محط استغراب الجميع: الأسماء المختارة للمقابلة تم تحديدها وفق معايير لم يتم توضيحها، والتصوير الفوتوغرافي ممنوع، وتصوير الفيديو ممنوع، والتصوير بالجوال غير مسموح، ولا يمكن أي من الصحافيين الحاضرين التقاط «سيلفي» مع الممثلة، وفترة اللقاء ربع ساعة مع الصحافيين العرب ومثلها مع الأجانب. رايان حضرت إلى الدوحة لتشارك في العرض الأول لفيلمها «إيثاكا» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بدعوة من مهرجان «أجيال» السينمائي الرابع الذي نظمته «مؤسسة الدوحة للأفلام»، خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 5 ديسمبر 2016. عرضت الممثلة الأميركية المخضرمة تجربتها الإخراجية الأولى «إيثاكا» وهو فيلم مقتبس من رواية «الكوميديا البشرية» للكاتب الأميركي من أصل أرمني وليام سارويان، وسبق أن قدمتها السينما الأميركية عام 1943 بفيلم للمخرج كلارنس براون، وقد فاز الكاتب حينها بجائزة الأوسكار لأفضل قصة.   تجربة في دقائق شارك في بطولة «إيثاكا» نخبة من الممثلين منهم: أليكس نويشتادر، جاك كوايد، سبينسر هاول، سام شيبرد، هامش لينكليتر، إضافة إلى ظهورٍ في مشاهد قليلة لكل من رايان في دور الأم وزميلها الممثل توم هانكس في دور الأب المتوفى. خلال اللقاء مع الإعلاميين، لخّصت ميغ رايان في خمس عشرة دقيقة الكثير من تجربتها الجديدة التي استبعدت الإقدام عليها سابقاً: «لم أكن أفكر في الإخراج، لكني كنت قرأت رواية «الكوميديا البشرية» مع ابني جاك عندما كان في الثامنة من عمره، وأعجبتني، وتشجعت شركة «بلايتون» التي يملكها الممثل توم هانكس لإنتاج الفيلم بالتعاون مع كاتب السيناريو أيريك جندريسون، فكان أن أقدمت على هذه الخطوة. وعبرت رايان عن انجذابها للفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث الفيلم «فترة أربعينيات القرن الماضي في أميركا، وكذلك أحببت وجود أشخاص غير مثاليين في القصة، بما في حياتهم من تعقيدات، وعدم وجود إجابات لأسئلتهم». قصة العمل شجعتها على خوض هذه التجربة، كما تؤكد رايان، التي تروي القصة «كأمّ أكثر مني كممثلة أو كشخص يعمل في صناعة الأفلام»، وتستطرد: «في هذا الفيلم قررت أن أنقل مشاعري وأفكاري كوالدة لهذا الصبي «هومر» الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، تقوده الصدف للعمل ساعي بريد، لكنه يجد نفسه في خضم الحرب العالمية الثانية ناقلاً رسائل تبعث من وزارة الدفاع إلى أهالي الجنود لتحمل لهم أنباء مقتل أبنائهم». تحاول الممثلة رايان أن تصور لنا صدمة الصبي عندما يحمل الرسالة الأولى لسيدة في إيثاكا، فتستبقيه ليقرأ لها الرسالة لأنها لا تجيد الإنكليزية فيضطر لذلك، فتكون الرسالة محملة بنبأ مقتل ابنها في الحرب. يتردد الصبي عندما يقرأ: «السيدة ساندوفال، ابنك قد مات. ربما هو خطأ، وربما لم يكن ابنك. ربما كان شخصا آخر.. ربما البرقية خاطئة». وتتوالى الرسائل المشابهة إلى أمهات كثيرات، إلى أن يحين وقت حمله رسالة مقتل أخيه الأكبر «ماركوس» لأمه.   رسالة إلى كل أم تعتبر رايان أن «هناك مشاعر مؤلمة تتحملها الأم، وفيلمي رسالة إلى كل أم». وتكون الخلاصة التي تصل إليها أن «الحرب في النهاية هي ساحة للقتلى من الشباب الذين تركوا خلفهم أمهاتٍ محطمات القلوب، فالحرب تكون عبثية حتى عندما تكون ضرورية، وهذا ما حاولت تقديمه من رسائل خلال الفيلم». لعب ابن رايان الممثل جاك كوايد (25 سنة) في الفيلم شخصية «ماركوس» الابن الأكبر للعائلة، وعنه تقول «ابني جاك كوايد شخص مثابر، جاء من موقع تصوير سكورسيزي بكل ما فيه من ضخامة إنتاجية إلى فيلمي المنجز بإمكانات قليلة، ومع ذلك كان يطمئنني أنه لا يشعر بفارق بين موقعي التصوير، إنه بالفعل شخص رائع». يروى الفيلم قصة الحرب وويلاتها من خلال رسائل ماركوس لشقيقه الأصغر «هومر»، وتجد رايان أن اعتمادها على الرسائل التي تحمل الكثير من الحنين والعواطف كان الحل للابتعاد من معضلة أن الجميع يعرف مصير هذا الشاب الذي يحارب على الجبهة، وكان من الخطأ تقديم الفيلم بأسلوب تقليدي، لذا اعتمدنا الرسائل بما فيها من مزيج بين الإخوة وحب الوطن لتجسيد هذه العلاقة بين الشقيقين. هذه المراسلات ميزت الفيلم عن الرواية، وكانت الأداة السردية التي «وجدناها مناسبة لتقديم حكاية يعرف الجميع مسارها». وعن دور هومر وما كان يبعثه من الرسائل من خلال دوره قالت: «إنه يمثل البحث في بناء الشخصية الكاملة للإنسان في ظروف انتقالية صعبة. لم يكن الصبي يريد أن تصاب أمه بأي أذى، وعندما كان يوصل الرسائل للأمهات لم يرد لهن أن يصبن بالأذى. لكن الحياة معقدة، والأطفال يقومون بأمور صعبة، وهو أصبح رجلاً بطريقة قاسية، إذن هي قصة البراءة».   رحلة إيثاكا الجميلة تشرح الممثلة الأميركية سبب اختيار «إيثاكا» مكاناً تدور فيه مجريات الفيلم «عندما كتب ويليام ساوريان رواية «الكوميديا البشرية» كانت مليئة بالإشارات إلى هوميروس ودانتي، وعندما اختار اسم مدينة «إيثاكا» التي تعادل فكرة الوطن أو المكان المثالي، وربطها بقصيدة الشاعر اليوناني قسطنطين كافافيس الشهيرة التي يقول فيها: لقد منحتك إيثاكا رحلة جميلة.. فلولاها لما شرعت في رحلتك.. لم يعد لديها شيء آخر تمنحك إياه.. وإن وجدتها فقيرة، فإيثاكا لم تخدعك.. فبعد أن أضحيت حكيماً.. وبعد أن تمتعت بهذه التجربة المديدة.. لا بد أنك أصبحت تفهم ماذا تعني إيثاكا». والخلاصة أن إيثاكا ليست الوطن بالتحديد، بل هي الرحلة إلى الوطن، وما الذي يصبح عليه المرء خلال هذه الرحلة». وتضيف رايان: «إذا كان هناك أمر واحد أرغب بقوله عبر فيلمي، فهو أن كل جندي يموت هو ماركوس، ليس مجرد رقم». في هذا الفيلم تعتبر رايان أنها وضعت خلاصة خبراتها التي امتدت لحوالى 36 سنة، منذ الدور الرئيسي الأول لها في فيلم «ثري ومشهور» عام 1981. وهي ترى أنه «عندما يكبر الفنان تكون لديه خبرات كبيرة، وأنا قررت أن أستفيد من سنوات خبرتي كممثلة في الإخراج وأن أقدم رؤيتي للجمهور». وعن الفرق بين كونها ممثلة أمام الكاميرا، وبين تجربتها على كرسي الإخراج، قالت رايان: «لن أبالغ إذا قلت إنني تعلمت الكثير عن التمثيل من خلال إخراج الفيلم، وخلال 23 يوماً هي الفترة التي استغرقها تصوير «إيثاكا»، عرفت عن التمثيل ما لم أعرفه في السنوات الطويلة التي صورت بها كل أفلامي». وتستطرد الممثلة الأميركية قائلة: «لقد لاحظت أن الممثلين يعملون بطرق مختلفة في الفيلم، لكن المهم أن المتغير الحقيقي هو الممثل، فمثلاً الطقس يضفي الحياة على الفيلم، وأيضاً الطفل يعمل بشكل مختلف عن المراهق، لكن المطلوب منهم جميعاً إضافة الحياة إلى اللحظة عند التصوير»، وتضيف: «طاقم العمل ينتظرهم، وينتظر هذه اللحظة السحرية عندما يبذل الجميع أفضل ما لديهم لتجسيد الشخصية، وبث الحياة في المشهد المصور، وكلهم أمل في أن يحققوا هذا الهدف». تعتبر رايان أن «هذا العمل الذي يقوم به الممثل يختلف تماماً عن دور المخرج الذي يدير العمل كله، ومن ضمنه الممثلين، وتجب عليه مراقبة أداء كل فرد عملَه»، وتجد أن «متعة التمثيل نابعة من رفاهية أداء قصة شخصية عاطفية واحدة تكون مسؤولاً عنها، بينما متعة الإخراج تكمن في الإبحار في العمل، وإدارة الممثلين على اختلاف أدوارهم، وكذلك طاقم العمل». وتشرح ريان أنه خلال تصوير فيلمها «كنت أتناقش كل يوم مع المصور السينمائي أندرو دون لاختيار اللقطات والإضاءة المناسبة، في حين أناقش آخَر حول معنى صمت الطبيعة، وأتفاهم مع الممثل سام شيبرد حول أسلوبه». وتخلص إلى أن المخرج في هذه الحالة يكون «في خضم وعمق العمل الإبداعي لكل شخص في فريق العمل»، لكنها تتوقف عند صعوبة أن تكون ممثلة في فيلم من إخراجها فتقول «في بعض لقطاتي في الفيلم، وجدت أن الجمع بين التمثيل والإخراج كان مستحيلاً، حيث اختبرت كيف أن التنقل بين الشخصية الذاتية والشخصية الموضوعية، أمر معقد جداً»، وتردف: «أنا مذهولة كيف يقوم البعض بممارسة ذلك». وحول تكرار تجربة الإخراج قالت: «أحب أن أكرر تجربة الإخراج، ولكن لن أمثل في فيلم أخرجه، لأني كنت عند تصوير مشاهدي في «إيثاكا» أسأل جميع أفراد طاقمي: هل كنت جيدة؟ وهل أديت المشهد كما يجب؟ وفي المشهد الختامي حيث أتلقى نبأ موت ابني، ضبطت نفسي أتابع حركة الكاميرا وأفكر في أنها أبطأ من المطلوب، لذا أعتقد أنه أمر مشتت جداً ممارسة التمثيل والإخراج معاً». أما عن إمكان قيام تعاون بينها وبين مؤسسة الدوحة للأفلام قالت: «أنا مستعدة للتعاون مع الجميع، فأنا مخرجة»، ولاحقاً أعلنت رايان أمام حكام المهرجان أنها تستعد «لتقديم تجربتي الإخراجية الثانية من خلال فيلم كوميدي رومانسي من إنتاج شركة بريطانية».