أعلن النائب محمود صادقي أنه قدّم شكوى إلى المحكمة الخاصة برجال الدين في إيران، ضد رئيس القضاء صادق لاريجاني، معتبراً أن الأخير أهانه بعدما طالبه بالإفصاح عن أسباب تسجيله مالاً عاماً في حسابات مصرفية شخصية. وأكد وجوب أن تخضع كل الحسابات الحكومية لمراقبة وتدقيق في دائرة الحسابات العامة. وأشاد بلقاء لاريجاني نواباً، لتوضيح تلك الحسابات، مستدركاً أنه ما زال يطالبه بتقديم توضيح رسمي إلى مجلس الشورى (البرلمان)، في شأن هذه الحسابات الشخصية. ودافع النائب أحمد مازني عن صادقي، لكن المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري انتقد «أجواء مُفتعلة ضد القضاء»، مضيفاً: «شُنّت هجمات غـــريبة على القضاء، عبر وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وحتى على منبر البرلمــان». وســأل: «هل من الحكمة ممالأة العدو»؟ وأشار منتظري إلى أن لاريجاني قدّم لنواب أخيراً أدلة تُثبت انه لم يُسئ استخدام الحسابات المصرفية للقضاء. وتابع: «جاءني نواب قبل أيام، قالوا إن رئيس القضاء عرض لهم وثائق تحمل أسماء حساب للقضاء، ولكن لا يمكن أحداً أن يسحب منها ريالاً واحداً». إلى ذلك، اعتبر علي مطهري، نائب رئيس البرلمان، أن حرية التعبير في عهد الشاه كانت افضل ممّا هي عليه الآن. وأشار بذلك إلى اعتقال جهاز الاستخبارات الإيرانية (سافاك) والده مرتضى مطهري، بعد انتقاده الشاه عام 1965، وعودته إلى التدريس في الجامعة، إذ لم تفصله السلطات، عكس ما يحصل الآن. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة لمحمد تقي كروبي، عن والده مهدي كروبي الذي يخضع، مع الزعيم المعارض الآخر مير حسين موسوي، لإقامة جبرية منذ العام 2011. وحضّ كروبي الإيرانيين على الدعاء للمسؤولين، لتشجيعهم على محاكمته علناً، متسائلاً هل أن اعتراضه المدني على نتائج انتخابات الرئاسة عام 2009 هو جريمة يُعاقب عليها القانون، أم الذين دفّعوا النظام والبلد ضريبة سلوكهم»؟ وكان كروبي يردّ على تصريحات أدلى بها الناطق باسم القضاء غلام حسين محسني إيجئي، اتهم فيها كروبي بارتكاب مخالفات يُعاقب عليها القانون بالإعدام. لكن نجل الزعيم المعارض ذكّر بأن والده طالب 11 مرة بمحاكمة علنية، على أساس المادة 168 من الدستور الإيراني، مشيراً إلى رفض القضاء. في السياق ذاته، أوردت صحيفة «دنياي اقتصاد» الإيرانية أن موسوي أُدخل مستشفى القلب في طهران الخميس، برفقة زوجته زهراء رهنورد، لإجراء فحوص. وأشارت إلى أن الزعيم المعارض ظهر بسنّ يتجاوز عمره الطبيعي، لكن مرافقيه من رجال الأمن أكدوا أن وضعه الصحي جيد جداً. إيران - بريطانيا على صعيد آخر، انتقد رجل الدين أحمد خاتمي كلمة «مهترئة» أدلت بها رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي خلال قمة مجلس التعاون الخليجي في البحرين، معتبراً أنها «محاولة لبثّ التفرقة بين شعوب المنطقة، في لعبة تجيدها بريطانيا لتفرقة المسلمين، من أجل إضعافهم والقضاء عليهم». وأضاف في خطبة صلاة الجمعة: «هذه العجوز تحدثت عن خطر إيران وضرورة مقاومتها. هذه التصريحات باتت بالية، وتكرارها من بريطانيا التي لديها أسوأ سجلّ في بلادنا، لن نردّ عليها سوى بعبارة واحدة هي الموت لبريطانيا». وأكد أن طهران «ستردّ حتماً» على «انتهاك» الولايات المتحدة الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، بعد تمديد الكونغرس لعشر سنين، عقوبات مفروضة على طهران منذ العام 1996. وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن «وقوعه في فخّ الصهاينة، وتوقيعه القانون»، سيكونان بمثابة «عار أبدي». وشدد خاتمي على «وجوب الردّ على القوة بالقوة»، منبّهاً إلى أن «سياسة الليونة والابتسامة ليست مثمرة، بل هناك سياسة واحدة حققت الأهداف، هي المقاومة، كما انتصر الشعب بمقاومته وصموده ضد نظام الشاه عام 1979. يجب أن نعتمد على أنفسنا، وألا ننتظر مكرمة من الخارج». أما سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي فرأى أن «البريطانيين يريدون العودة إلى المنطقة، بعد 50 سنة، متحدثاً عن «انتهازيتهم في ملء الشغور الأميركي في الخليج، وهزيمة التكفيريين في سورية والعراق». ودعا المسؤولين الإيرانيين إلى التنبّه إلى «مغامرة جديدة» للسياسة البريطانية في المنطقة، عكستها «الثعلبة العجوز»، في إشارة إلى ماي. وهدّد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، علاء الدين بروجردي، بخفض مستوى العلاقات مع لندن.