شيماء المرزوقي كثر الحديث عن الإيجابية، حتى باتت كلمة عامة تأتي في سياق أي حديث عن أي مشروع ما، أو يتم إيرادها عند الحديث عن تميز إدارة أو جهة ما. وفي الحقيقة لهذه المفردة أثر قد يشابه الأثر السحري، ليس في لفظها وترديدها وحسب، وإنما عندما تتم ممارستها فعلاً وعملاً، وليس شعاراً يتصدر به في المجالس أو على وسائل الإعلام. الإيجابية هي ممارسة لن تأتي بالعفوية أو بالرغبة في أن تكون إيجابياً ثم الانكفاء وعدم المحاولة والتغيير. الإيجابية تحدث وتقع بالتدريب والاندفاع والحماس والرغبة في الإنجاز والتميز وأيضاً بالتفاؤل. قبل أيام قرأت دراسة نشرتها صحيفة الإندبندنت البريطانية تتحدث عن سر نجاح الأثرياء في جمع ثرواتهم المالية، وخلصت هذه الدراسة التي استمرت لمدة خمسة أعوام، إلى: أن هذا النجاح يكمن في تجنب هؤلاء المليونيرات للمتشائمين، وقال قائد فريق البحث جيم توماس كورلي: إن جمع الثروات ارتبط بحرص الأثرياء على نوعية الأشخاص الذين يتعاملون معهم، حيث وجد أنهم دوماً يتعاملون مع المتفائلين وذوي الأهداف المحددة والنظرة الإيجابية. وقال: النجاح على المدى الطويل لن يكون ممكناً إلا عندما نتحلى بنظرة إيجابية في تفكيرنا. وجاء من ضمن نتائج هذه الدراسة أن 86% من الأثرياء المستهدفين في البحث يقيمون علاقات مع الأفراد الإيجابيين، ويبتعدون في نفس الوقت عن الأشخاص السلبيين. ببساطة متناهية خلصت الدراسة إلى أن من أهم العوامل التي ستساعد على تكوين الثروة المالية لمن يرغب هو الابتعاد عن الأشخاص السلبيين وتقريب كل من له نظرة إيجابية ومتفائل. ورغم حداثة هذه الدراسة ونتائجها إلا أنه قد يكون من المفاجئ للبعض أن مثل هذه النتائج خلص لها في عام 1937، أي قبل نحو ثمانين عاماً، الصحفي نابليون هيل في كتاب من تأليفه نشره آنذاك وكان الأكثر مبيعاً، اعتمد على نتائج بحث قام به هو أيضاً مع أكثر من 500 مليونير عصامي، كانت لهم نفس الرؤية حول الأشخاص الذين يعملون معهم ونوعيتهم وطباعهم. وقال عندها في كتابه: ليس هنالك أي أمل في النجاح بالنسبة للأشخاص السلبيين. ليست القضية هنا تتعلق بجمع الثروات والمال، وإنما بالوسيلة المساعدة لتحقيق النجاح في أي مضمار ومكان، والتي يتضح أنها تكمن في كلمة واحدة تسمى الإيجابية والتي تحتاج منا للتوجه نحوها في أعمالنا ومهامنا اليومية. shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com