×
محافظة المنطقة الشرقية

طريق جمال عبدالناصر يدخل الخدمة نهاية 2018 توازياً مع جسر جابر - محليات

صورة الخبر

صادق ناشر ما الذي يمكن أن تشهده سوريا بعد الأحداث التي عاشتها حلب في الأيام الأخيرة؟. ما الذي يمكن للنظام السوري أن يفعله، لتضميد الجراح، التي خلفتها هذه الأحداث طوال السنوات الخمس الأخيرة، ليس في حلب فقط، بل وفي كل جزء من سوريا، يعيش أوضاعاً مشابهة؟. يتباهى النظام السوري بأنه حقق انتصاراً على أعدائه، لكن هذا الانتصار كان مكلفاً جداً، ومع الأسف كان في سوريا، وليس خارجها، فمنذ عقود لم يسجل أي جيش عربي انتصاراً خارج أرضه، وكل الانتصارات كانت على الشعوب الضعيفة، التي وقعت بين فكي كماشة الأنظمة وخصومها. لا يمكن للنظام أن يتجاهل حقيقة تعقيدات المرحلة الحالية، خاصة وأن كل المؤشرات، تؤكد أن جولات من الحرب يمكنها أن تندلع في أماكن أخرى من الأراضي السورية، بشكل يحاكي ما جرى في حلب خلال الأشهر الستة الأخيرة. يرتهن القرار السوري في المرحلة المقبلة إلى مواقف حلفائه في النظامين الروسي والإيراني، وقد صرح الرئيس بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية بعد ساعات من انتهاء معركة حلب الشرقية، أن المرحلة العسكرية المقبلة ستتم بالتشاور مع القيادتين الروسية والإيرانية، وهو بذلك يؤكد أن القرار لم يعد مع الأسف في يده، بقدر ما صار في أيدي طرفين آخرين، هما: روسيا وإيران. وعلى المعارضة السورية هي الأخرى، أن تعيد النظر في حساباتها وتحالفاتها، على قاعدة عدم الإضرار بسوريا أكثر مما تعرضت له، باستقدام أطراف وجهات متشددة من مختلف التيارات، فهذا الأمر يضعف كثيراً من مصداقيتها، وبرنامجها للتغيير، فالمسلحون القادمون من خارج سوريا وجدوا في غياب برنامج واضح للمعارضة فرصة للتوغل أكثر وأكثر، والهدف ليس مساعدة المعارضة، بقدر ما هو لخلط الأوراق، والنتيجة كانت دخول سوريا والمنطقة بأسرها بأزمات لا حصر لها ولا عد. من الصعب معرفة ما ستؤول إليه الأحداث بعد تطورات الأيام الأخيرة في حلب، لكن من الواضح أن النظام وحلفاءه الإيرانيين والروس يشعرون بالزهو حيال ما جرى، بل إن بعض الأطراف في إيران وصفت ما جرى بأنه انتصار المسلمين على الكفار، ما يعني أن الصبغة المذهبية والطائفية كانت وراء ما جرى ويجري في سوريا. من المؤكد أن نظام الأسد سيستغل ما يحدث، لتعزيز نفوذ قواته في بعض المناطق، التي لا تزال تحت سيطرة خصومه؛ حيث تجري التهيئة لبدء هجوم معاكس على مدينة تدمر، التي تمت السيطرة عليها منذ أيام من قبل تنظيم داعش، وهناك توجهات لنقل المعركة إلى إدلب؛ حيث ستكون المعركة أشد قسوة وضراوة، لأنها تنطلق من الشعور بالانتصار في حلب وغيرها من المناطق. وبصرف النظر عن حسابات الربح والخسارة بالنسبة للنظام الذي تفوق في معاركه الأخيرة بدعم كامل من النظامين الروسي والإيراني، فإن من المؤكد أن المواطن السوري سيدفع ثمن الصراع المشتعل اليوم في أكثر من بؤرة ساخنة في بلاده وغيرها من البلاد العربية. sadeqnasher8@gmail.com