×
محافظة الرياض

هنا تفاصيل جلسة مجلس الوزراء بقصر اليمامة

صورة الخبر

لوس أنجليس - تمكن المخرج السينمائي الشهير مارتن سكورسيزي أخيرا من تنفيذ مشروع فيلم تحمس له طويلا عن الإيمان والديانة ليعرض على الشاشة الكبيرة هذا الشهر تحت عنوان "سايلانس". تدور أحداث الفيلم في القرن السابع عشر الميلادي، حول راهبين يسوعيين يقوم بدورهما آدم درايفر وأندرو غارفيلد يمضيان في رحلة بحث عن معلمهما ومثلهما الأعلى في الحياة الذي كان يعيش في اليابان في عصر كان يعامل فيه الأغراب وخصوصاً النصارى بالدونية وعدم الثقة. وتبدأ قصة الفيلم من تبلّغ الكنيسة الكاثوليكية بخبر صاعق، مفاده أن القس المخلص والمعروف كريستوفاو فيرييرا، الذي كان ينشر التعاليم المسيحية المحظورة سرّاً في اليابان اعتنق البوذيّة، فيدفع الخبر ثلاثة من طلابه المخلصين غير المصدّقين، لمحاولة الوصول فعلياً إلى اليابان للتحقق من الأمر. وفي عصر تعرض فيه المسيحيون للاضطهاد والتعذيب يواجه البطلان خيارا بين إنقاذ نفسيهما ومعتنقي المسيحية اليابانيين من الموت صلبا أو حرقا أو غرقا بالتخلي عن المسيحية أو التمسك للنهاية بعقيدتهما. والقصة مأخوذة عن رواية صدرت عام 1966 بنفس الاسم وحظيت بإشادات كبيرة لكاتبها الياباني الراحل شوساكو إندو (1923 ــ 1996) تحكى قصة اثنين من المبشرين البرتغاليين سافرا إلى اليابان للبحث عن مرشدهما المفقود. واستندت الرواية إلى حادثة حقيقية وقعت أحداثها في اليابان في القرن السابع عشر خلال العهد الذي شاع فيه الإضطهاد الياباني للرعايا اليابانيين الكاثوليك، يوم انتشرت الكاثوليكية في بعض أنحاء البلاد جرّاء اتصال الشعب بالإرساليات البرتغالية. وبعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وشيوع التجارة البرتغالية مع الشرق الأقصى قام حاكم ناغازاكي بحملات تصفية وتعذيب ضد معتنقي الكاثوليكية مما جعل القس فيرييرا يختار البوذية ويرتد عن ديانته ليتجنب التعذيب والإعدام. وتولى كتابة سيناريو الفيلم جاي كوكس، ويؤدي الممثل الايرلندي ليام نيسون دور الكاهن كريستوفاو فيرييرا، بالإضافة إلى عدد كبير من نجوم السينما اليابانية مثل كين واتانابي وأيسي أوغاتا وتادانوبو أسانو، وكياران هيندس، وشينيا تسوكاماتو، ويوسوكي كوبوزوكا. وقال نيسون "أعتقد أنه فيلم جميل إنه مثير للتفكير بصورة مذهلة. إنه أحد تلك الأفلام التي لا تستطيع نسيانها بمجرد خروجك من صالة السينما… سواء كنت متدينا أم لا فالفيلم يطرح الكثير من الأسئلة". وقال المخرج الإيطالي-الأميركي إنه ذهل من كم الأسئلة التي أثارها الكتاب عن الإيمان والشك والضعف ودور الرب حيال معاناة البشرية. لكن ضبط النص السينمائي وحده استغرق من المخرج الحائز على جائزة أوسكار 15 عاما كما ثبت أن الحصول على تمويل لمثل هذا الفيلم ليس بالمهمة السهلة. ومن المقرر أن يبدأ عرض الفيلم – الذي صور في تايوان ومدته ساعتين و45 دقيقة وهي مدة أطول من المعتاد – في دور العرض السينمائي في الولايات المتحدة في 23 ديسمبر/كانون الأول. ورواية "سايلانس" لها مكانة خاصة عند المخرج العالمي سكورسيزي الذي طالما حلم بتجسيدها في فيلم سينمائي وأجل المشروع أكثر من مرة، حتى قرر أن ينفذها على أرض الواقع في أحداث سوداوية حيث تصور الاضطهاد الديني من خلال رحلة القسيس البرتغالي التي أُرِغم فيها على الشك في قناعاته ومواجهة أسئلة عميقة ومرحلة مظلمة جداً من اليأس.