•• حكى لي صديق.. ولن أبوح باسمه خشية أن ينقلب علي ويقول «أنا لست صديقك».. حكى ذلك «الإنسان» عن حالة مر بها وباءت بالفشل حيث لم يصل إلى نتيجة أو «عقال نافع» .. رغم أنه استخدم كل الطرق الرسمية للوصول إلى ما يريد.. وعندما أقول «الرسمية» فإنني أقصد الطرق التي تعلن عنها بعض الجهات للاتصال بها إذا ما كانت هناك حاجة أو استفسار.. ولن أذكر هنا تلك الجهة لسببين الأول حتى لا أتهم بإثارة حالة خاصة.. بل هي عامة يتعرض لها كثيرون من «المراجعين».. أما السبب الثاني فهو الخشية من تعقيد الوضع « تعمدا» من تلك الجهة.. ويعني ذلك باختصار حتى لا «يركب ذلك الشخص أعلى ما في خيله» إذا قرأ الموظف أو المسؤول عنه كلامي هذا. الحالة هي استفسار عن إجراء مطلوب فعله لأن التعليمات غير واضحة فيما هو معلن على موقع تلك الدائرة.. فالتعليمات تنص على إرفاق مستند معين.. لكن ذلك المستند يحتمل عدة تفسيرات لنوعه.. وفي كل مرة يقوم بتحميل مستند «ما» كما فسره ويواجه طلبه بالرفض.. يقول صاحب تلك الحالة إنه حاول الاتصال لمدة يومين مستخدما كل الوسائل التي تقع في موقع تلك الجهة تحت قسم «أتصل بنا» من تلفونات وفاكسات وبريد اليكتروني.. ولم يجد من يوجهـه أو يرشده إلى أي مستند يريدون.. ولا حل أمامه سوى السفر إلى «الرياض» والشخوص أمام الموظف المختص لمدة خمس دقائق ليسأله ويتابع «معاملته».. وهنا مشكلة أخرى تتمثل في الحصول على الحجز المناسب للسفر والعودة في رحلات غير متوفرة.. وهي معاناة دائمة في السفر من جدة إلى الرياض ومنها إلى جدة.. ولم تحل هذه المشكلة حتى اليوم مما يضطر فيه ذو الحاجة إلى السفر ليلا والمبيت هناك ثم مراجعة الجهة المعنية والعودة في الليل أيضا لأن رحلات الصباح وبعد الظهر «فل». ولامجال للواسطة في السفر أو العودة لأن كل موظفي السعودية الذين يعرفهم شخصيا تقاعدوا أو خرجوا من العمل أو تم تحويلهم إلى أقسام أخرى بعيدة عن المطار.. وقد أصبح من المألوف أن يطلب منك صديق أو قريب العون في الحصول على «مقعد» لو كنت تعرف موظفا في محطتي جدة أو الرياض. حقيقة هي معاناة يواجهها البعض.. حيث لا يجيب الموظفون على اتصالات المراجعين ولا على استفساراتهم.. ولا توجد بدائل أخرى للاتصال.. وحتى وإن وجدت فلا مجيب أو متجاوب مع حاجات الناس.. ولذلك أقترح على من يجد في نفسه الكفاءة والملاءة فتح مكاتب للمراجعات في جدة والرياض لخدمة المراجعين لمعاملاتهم في أي من المدينتين، وأنا متأكد بأنها تجارة رابحة وخدمة لعباد الله المحتاجين.