محمود عبد الله(أبوظبي) لا يمكن للمسرح أن ينعزل عن النّقد، إلاّ إذا كان ما يقدّمه لا يثير حاسّة النّقاد، من ذلك نفهم أنّه كلما توافرت حركة نقدية قوية كلما كان ذلك دليلًا على حيوية المشهد المسرحي وتطوره.«الاتحاد» طرحت سؤال: لماذا لا يوجد لدينا ناقدات مسرحيات في حركة المسرح الإماراتي؟ بحثاً عن الأسباب وراء عزوف المبدعات عن خوض غمار تجربة النقد المسرحي، حيث أكّد مثقفون ومسرحيون إماراتيون أن هذه الإشكالية تمثل ظاهرة عالقة، وأنّه من دون نقد تطبيقي بحضور القلم الأنثوي، سيظل السؤال مطروحاً. بداية يقول الفنان عبد الله مسعود:«أعتقد أن غياب الناقدات عائد إلى غياب دور المؤسسات ذات الصلة، وأيضاً لتخوّف الكاتبات من دخول هذا المجال المركّب والصعب، وحاجته إلى احتكاك مباشر مع عالم المسرح والخشبة»، أضاف:«في الواقع نفتقر إلى الحسّ النقدي النّسوي لكثير من التّجارب، والتي بإمكانها أن تساهم بشكل حقيقي في رفع سوية العملية المسرحية، وتقديم تطبيق مختلف قد يغفله النقاد الرجال». وينفي الفنان مرعي الحليان، أن تكون هناك حركة نقدية في الإمارات، فكيف لنا المطالبة بحضور نقدي نسائي، وقال: «لقد تعبنا من المطالبة بتأسيس أكاديمية فنون مسرحية، تضم قسماً متخصصاً للنقد وأدب المسرح، ونؤكد أن مثل هذا القسم سيصنع لنا في البداية مشاريع ناقدات، ثم محترفات في سياق الكلمة المكتوبة التي تؤثر قطعاً في المسرح، لأنها توجّه الرأي العام الذي تتشكل آراؤه وعواطفه تبعاً للتعبير النقدي الموضوعي». من ناحية ثانية انضم الفنان الدكتور حبيب غلوم العطار إلى ما طرحه الحليان من أنّه لا يوجد لدينا نقاد متخصصين حتى يوجد لدينا ناقدات، وقال:«النقد علم وبدون نقاد دارسين ستظل الإشكالية قائمة، مضافاً إليها أنّه لا يوجد في مسرحنا نساء متخصصات في أي من عناصر العرض المسرحي باستثناء خريجة واحدة هي نجلاء الشّحي، ولكنها لا تمارس النقد، ولابد في هذه الحالة من التفكير جدّياً بإنشاء أكاديمية فنون مسرحية متخصصة، ومعاهد عليا تعنى بهذا الشأن المؤرق». دورات تطبيقية يقول الكاتب صالح كرامة العامري:«أرى أن الحل بيد المؤسسات المعنية في إرسال نخبة من الكاتبات والمبدعات للمشاركة في دورات تدريبية تطبيقية في مجال الكتابة المسرحية والنقد، وإلحاق بعضهن في بعثات دراسية إلى أكاديميات الفنون والمعاهد المسرحية العليا في الوطن العربي، ثم إلى ممارسة النقد عملياً ودخول معتركه، والأمر كله بحاجة فقط إلى جرأة في اتخاذ القرار». ... المزيد