يعتبر النقل بكافة أشكاله وأنواعه منظومة متكاملة، وتؤثر في بعضها البعض، فلا يمكن للنقل البحرى مهما أوتي من كفاءة أن يفيد في الاقتصاد إذا كانت الخطوط الملاحية تصل إلى موانئ في بلاد بنيتها التحتية متهتكة، والطرق البرية بها مستعصية عسيرة على الشاحنات، ونوالو النقل البحري ترتفع أجورهم كثيراً مع ارتفاع خدمات الشحن متضمنة النقل البري، إذ تعد البنية التحتية شاملة الطرق والكباري، من الأساسيات المهمة والحاسمة في ضبط ايقاع منظومة النقل المتكاملة. وقد بدأت الكويت بتحديث وتطوير الطرق والجسور بما يخدم منظومة النقل بشكل عام، وبدء هذا المشروع منذ ثلاثة أعوام، حيث تم انفاق قرابة الـ 720 مليون دينار، وجار الآن تطوير طرق عديدة تخدم كافة مناطق الكويت، وأهمها من وجهة نظري منطقة مداخل ومخارج ميناء الشويخ، والذي كان ولفترة طويلة نقطة مرورية صعبة على الشاحنات التي تنقل من وإلى الميناء، فشمل التطوير كافة التقاطعات من بوابة الميناء، وطريق جمال عبدالناصر وتقاطعه مع طريق المستشفيات، بالإضافة إلى الطرق والمحاور التي تحيط بالشويخ الصناعية، وكذلك تطوير طريق الجهراء، ما يكفل انسيابية في الحركة. حقيقة، أن الذي يمر بمنطقة الشويخ يرى مشروعات عملاقة وجهداً مشكوراً وتغيرات سريعة من الانصاف الاشادة بها، فالطرق الداخلية والجسور، والأنفاق شرايين يجب دائماً النظر إليها وتطويرها بما يتلاءم مع منظومة النقل بوجه عام، وأي جهد يبذل في مكان ولا يقابله جهد في مكان آخر مكمل ومتمم له فحتماً حينها سيفسد كل المنظومة، فما فائدة أن تكون الشحنات ترد إلينا جواً أو بحراً في غضون ساعات أو أيام قليلة من بلاد بعيدة ثم تتعرقل مسيرتها داخلياً إن لم تكن الطرق ممهدة ومجهزة بشكل يسهل نقلها من موانئ الوصول إلى أماكن تخزينها. وحتى نحقق للمستثمر والتاجر أفضل خدمة تكفل تطوير الاقتصاد بالشكل المأمول، يجب الاهتمام الدائم بتطوير كل هياكل منظومة النقل دون إفراط في أحدها على حساب الآخر تماماً كجسم الإنسان، أي جزء منه يتأثر يتسبب بإعاقة في أجزاء أخرى. باحث في اقتصادات النقل البحري edkw@egcss.com