×
محافظة القصيم

سور «الموج» .. يسقط

صورة الخبر

لم تعد مشاهد الدم والقتل تثير دهشة المشاهدين في خضم الأحداث الجارية من قتل ودمار في البلاد العربية بعد أن اعتادوا على متابعتها في قنوات الأخبار. ولكن أن يتحول هذا المشهد على أرض الواقع فيشاهد المرء شخصاً يقتل أو يغرق في واد أو يصارع الموت بعد حادث سيارة؛ في مدينة من النادر أن تشاهد فيها مشاهد دماء أو أصوات إطلاق رصاص كالعاصمة الرياض –ولله الحمد-. وبدلاً من أن يهم في إسعافه وطلب رجال الدوريات الأمنية أو الدفاع المدني والإسعاف يبادر إلى الضغط على زر التصوير من هاتفه الجوال ويكتفي بنقل المشهد غير الإنساني ويسارع في بثه عبر شبكات الإعلام الجديد من تويتر وفيسبوك ويوتبوب وغيرها من الوسائط سعياً لكسب أعداد من المشاهدات والزوار لمقطعه أو صورته والفوز بكم من إعادات تغريد في تويتر على حساب ضحية أو جان. ما تابعناه في حادثة مقتل العامل الوافد على يد مواطن في حي السويدي بالعاصمة يوم أول أمس الاثنين، وما رأيناه من اكتفاء جميع شهود الحادثة بالتصوير دون أي محاولة لردع الجاني أو الإبلاغ، يؤكد على وجود ظاهرة اجتماعية خطيرة تحتاج إلى دراسة عاجلة لتصف حالة التبلد التي طرأت على المجتمع في مثل هذه المشاهد، حتى أصبح توثيق الحادثة والجريمة أياً كانت أهم من عملية الإنقاذ أو تبليغ الجهة المختصة. تلك المشاهد تسبب الحرج الكبير والألم لذوي المصابين أو ذوي الجناة الذين لا ذنب لهم بما تسببه قريبهم من جريمة، والمؤسف أن تنجرف مواقع وصحف إلكترونية لبث مشاهد الفيديو دون تحذير لزوار الموقع أو احترام لميثاق الشرف الإعلامي، ولم يتدارك خطأ البث سوى موقع «يوتيوب» عندما حذف كافة مقاطع الفيديو المتداولة عن حادثة قتل السويدي. في هذه الأيام أصبح كل فرد عادي مراسلا في نقل الأحداث وما يجري حوله مع التحول الكبير الذي شهدته وسائل الإعلام الجديد، ولكن يجب أن يوازي ذلك توعية بكيفية التعامل مع هذه الشبكات إنسانياً واجتماعياً كي لا تتحول ساحات الحوادث إلى مجرد «لوكيشن» أو موقع تصوير سينمائي يتعامل معه الناس بكل برود.