جنيف - سلم مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الجمعة ورقة عمل إلى وفدي الحكومة السورية والمعارضة تركز على القضايا الإجرائية والعملية السياسية، لكن من غير المرجح فيما يبدو أن يعقد الجانبان مفاوضات مباشرة قريبا. وجلس طرفا الحرب الخميس وجها لوجه في قاعة بالمقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف للمرة الأولى في ثلاث سنوات للاستماع إلى وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الذي حثهم على التعاون لإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات، لكن التوترات كانت واضحة بين المشاركين في المراسم الافتتاحية. وفي بيان مقتضب بعد مناقشات استغرقت نحو ساعتين قال كبير مفاوضي الحكومة السورية بشار الجعفري للصحفيين "تطرقنا خلال هذه المحادثات إلى شكل الاجتماعات المقبلة وأعني بذلك تطرقنا إلى مسائل تتعلق بشكل الجلسة فقط." وأضاف "في نهاية الاجتماع تسلمنا ورقة من السيد دي ميستورا واتفقنا أن ندرس هذه الورقة على أن نعود إليه في الجلسة القادمة بموقفنا من محتويات هذه الورقة." وعمد الجعفري إلى تصحيح كلمة وثيقة التي استخدمها المترجم قائلا إنه تسلم "ورقة" وليس وثيقة. ولم يذكر أي تفاصيل ولم يرد على أسئلة الصحفيين. وعقد دي ميستورا الجمعة لقاءات ثنائية مع الوفدين لوضع خطة عمل للجولة الحالية من المفاوضات التي قد تمتد إلى أوائل مارس/آذار. وقال وفد المعارضة الذي لا ينضوي بشكل كامل تحت مظلة واحدة، إنه تلقى ورقة أيضا. وكرر رئيس وفد المعارضة نصر الحريري في مؤتمر صحفي القول بأن الأولوية لدى المعارضة هي البدء في المفاوضات على انتقال سياسي يجري خلاله تشكيل هيئة حكم انتقالية، مشيرا إلى أن المعارضة لن تتراجع عن مطالبها بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وقال "سمعنا منه (دي ميستورا) كلاما إيجابيا ورأينا اقتراحات وأفكارا متحمسة أكثر من السابق باتجاه الخوض بجدية في عملية الانتقال السياسي." وأضاف "الانتقال السياسي من وجهة نظرنا هو هيئة الحكم الانتقالية." وقال مايكل كونتيت مدير مكتب دي ميستورا إن المحادثات ستركز على قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي يدعو إلى دستور جديد لسوريا وانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة وحكم يتسم بالشفافية ويخضع للمحاسبة. وأضاف "ستكون عملية طويلة وصعبة ويجب عدم توقع أي انفراجة علنية مبكرة. وقال إنه يبدو صعبا في الوقت الحالي جمع الطرفين في لقاء وجها لوجه، مضيفا أن دي ميستورا "لا يتوقع اختراقا سريعا في المفاوضات". وفي محادثات جنيف السابقة قبل حوالي عشرة أشهر اضطر دي ميستورا للتنقل بين الوفود التي لم تجتمع قط في قاعة واحدة. وحققت المفاوضات تقدما بطيئا لكن جرى تعليقها مع تصاعد الحرب. وقال دبلوماسي غربي بارز إنه لا يتوقع تقدما كبيرا، مضيفا "ستافان قال مؤخرا إن طموحه كان إجراء محادثات مباشرة لكنني لا يمكنني التكهن بأن يحدث ذلك. تخميني هو أنها ستكون مثل العام الماضي.. محادثات غير مباشرة."