×
محافظة المنطقة الشرقية

11 بلد آسيوي يشاركون في تصفيات كأس ديفيز بالبحرين

صورة الخبر

نزف اوجاعها/ صباح علال زاير اخر مرة رأيت ام مسيّر جارتنا البالغة من العمر 70 عاماً تضحك بسخرية حين كانت تجلس عصراً في باب دارها بداية العام 1981 عندما جاء “طارش” من الوحدة العسكرية التي ينتسب لها ولدها الأوسط رحيّم وهو يسأل زوجها الذي فتح ذلك الباب ناوياً الذهاب الى سوق المدينة قائلاً “عمي انت ابو رحيّم” فقال مازحاً “والله ما ادري اسألوا امه”، بعد ذلك التاريخ بأيام والى سنوات طويلة اخرى لم تضحك ام مسيّر ابداً، فقد جاءتها اخبار جبهات القتال المميتة أن الوحدة التي ينتسب لها رحيّم تعرضت الى هجوم ايراني في البصرة ولا يعرف احد مصيره، قضت ايامها الاولى تفترش الطريق العام الذي يربط كراج المدينة ببيتها متكئة على عمود الكهرباء المنتصب بباب قاسم خلف في دور الأرامل بدءاً من الصباح الى المغرب تتخللها فترة الظهيرة التي تعود خلالها لتأدية صلاة الظهر والعصر، اكثر من تسعين يوماً وجارتنا العجوز ام مسيّر على حالها تسأل كل من يمر امامها مرتدياً بدلة الجيش عن اخبار رحيّم دون جدوى بعد ان اضربت عن الطعام بشكل شبه كامل، لم نعد نراها مثل السنين الماضية تجلس امام واجهة دارهم ترد التحية على من يلقيها عليها وتتجاذب اطراف الحديث مع نسوة الشارع.. كثرت التجاعيد على خديها بكل قسوة ورسم الحزن ملامحه على اطراف عينيها ..وظهرها اخذ يتقوّس عاماً بعد آخر ،ورحيّم لا حس ولا خبر… الراديو الذي اشترته نكاد نسمع صوته طوال الليل وهو ينقل اخبار الحرب والقتال واحوال الاسرى من اذاعة طهران… هذا الاسير يسلم على اهله وذاك يكيل السباب للنظام والحكومة واخر يكتفي بدعوة الجنود والضباط الى تسليم انفسهم او الفرار من الجيش الا رحيّم لم نسمع له صوت… شيئاً فشيئاً اخذت تقطع الامل مع مرور الشهور قبل ان تتلقى اول رسالة منه بعد اكثر من عام ونصف على تاريخ اسره يخبرها انه بخير ويعدها انه سيتزوج حالما يعود دون ان ينسى ايصال سلامه وتحياته الى بيت ابو هادي علال والى بيت ابو مدلول الذي استشهد فيما بعد والى بيت موسى وابو كريم وبقية من سكن معنا في ذلك الشارع.. رأيت رحيّم عقب العام 2003 يبيع الفواكه والخضر بعد نحو 22 سنة على رحلة الفراق فقصصت له حال والدته عندما فقدت اثره ثم رحلت عقب عودته ببضع سنين رحمها الله …