×
محافظة المدينة المنورة

بالفيديو.. المغامسي يوضح مكرمة خاصة بأم المؤمنين عائشة

صورة الخبر

الإدارة ليست تخطيطًا وتنظيمًا وتوظيفًا وتوجيهًا ورقابةً فقط، بل هناك أمر ينتظم الوظائف الخمس جميعها، ويدخل في كل واحدة منها، خصوصا في مجتمع كمجتمعنا يحظى بقيم عربية أصيلة، ومبادئ إسلامية لو سوقناها تسويقًا صحيحًا لقدمنا خدمة جليلة للعالم أجمع.هذه الميزة التي نحظى بها هي قيمة: «المرجلة»، وتتميز مدرسة «الإدارة بالمرجلة» بعدة مواصفات تميزها عن غيرها، ومنها: أن المدير في إدارة المرجلة ينظر إلى الإدارة على أنها وسيلة لا غاية، ففترة توليه للإدارة محدودة بزمن ستذهب بعده عنه أو يذهب عنها، ولذلك فهو يسعى برجولة لإبقاء ذكره في الدنيا والآخرة بالإنجازات والمشاريع النافعة والعلاقات السليمة مع جميع من حوله! يتعامل مدير المرجلة مع الموظفين بمرجلة ورقي، فهم ليسوا «موظفيه» بل موظفي الإدارة التي هو موظف فيها، وبعضهم يفوقه علمًا وخبرة، ولذلك يعطي لكل زميل قدره، ويفرح بالحسنة، وينسبها لصاحبها فهو أكبر من أن يسرق فكرة زميل، كما أنه يكره سيئة الزميل ويسعى لمعالجتها بما يزيلها ويزيل آثارها! مدير المرجلة باب مكتبه وبيته مفتوح لزملائه، يقف مع المحتاج منهم، فهو كريم لمن يحتاج ماديًا، وواصل لمن يعاني صحيًا، ومشارك بالفرح لمن حلت عنده مناسبة فرح بلا منة ولا تعالٍ، بل إن هذا ديدنه حتى مع مجتمعه المحيط، الغني منه والفقير! مدير المرجلة يترفع عن توافه الأمور، ولذلك هو غير مفتون بالبريستيج والاستعراضات الجوفاء، ولا بالتجسس على زملائه، ماذا قالوا؟ وماذا سيقولون؟ فمرجلته تمنعه عن هذه الأعمال! مدير المرجلة لا يرضى أن تمسك عليه كذبة، ولذلك لا يعد إلا بما يستطيع الوفاء به، ولا يمكن أن يتعامل مع المراجع بعبارتي «أبشر وإن شاء الله» ثم لا يفعل له شيئًا! مدير المرجلة رجل يتخذ القرار ويتحمل تبعاته، فلا يلقي المسؤولية على غيره عند وقوع الخطأ ولا يتخلى عن زملائه، بل هو رجل يفرح بالتقدير عندما تقوم إدارته بالعمل الصحيح، ويتحمل الخطأ عن زملائه عند وقوع الخطأ الذي لا يمكن أن يخلو منه عمل بشري! هذه «الإدارة بالمرجلة» موجودة في قيمنا وما تربينا عليه، ولكن تطبيقها ضعيف في واقعنا الإداري مع شديد الأسف.