أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، أن «المنطقة العربية تواجه تحديات ويجب أن تتجاوز هذه المرحلة بسلام مجتمعين»، محذراً من «الدور الإيراني في تقويض الأمن العربي، حيث نراه في العديد من الجبهات والأزمات العربية».وأوضح خلال كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب، في القاهرة، امس، أن «إيران تعمل على إزكاء الطائفية واستمرار الأزمات والتدخل في الشأن الداخلي، وهو ما نراه في سورية واليمن والبحرين، والعالم العربي لا يمكن أن يكون مشاعا، خصوصا لإيران بعد تصريحها أنها تسيطر على 5 عواصم عربية».وشدد على أن «الإمارات لا تقبل أن ترى الجنرالات الإيرانيين في جولات الانتصار على بقايا الضحايا والركام في المناطق العربية، وهي مشاهد مقلقة ومحرجة للعرب وتقوض كبرياءهم».وأكد موقف بلاده من القضية اليمنية و«الوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في مواجهة الانقلابيين ومن يدعمهم حتى تعود البلاد جميعاً إلى يد الحكومة قريباً».ولفت أن «دول مجلس التعاون الخليجي ومن خلال دور كويتي كريم وضعت أسسا واقعية ومنهجية للتعامل مع طهران تقوم على ثلاث أرضيات وهي كلها أرضيات واقعية تقبل بها جميع الدول في تعاملها مع الدول الأخرى، الأول أن يكون هناك قبول بأن أساس العلاقات الإيجابية هو عدم التدخل في الشأن الداخلي، والثاني قبول طهران بأن ثورتها شأن داخلي وهي غير قابلة للتصدير الى الدول العربية، والثالث القبول بمبدأ المواطنة على أساس الوطن وليس المواطنة على أساس المذهب».وتابع: «هذه هي الأسس التي طرحها مجلس التعاون الخليجي مجتمعا من خلال دور كويتي مميز، وإلى أن تقبل طهران بهذه الأسس وعلاقات جيرة إيجابية وبناءة يبقي دورها الحالي متدخلا وممتدا ويعرض أمننا واستقرارنا العربي للخطر».من جهته، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، خلال كلمته أمام الاجتماع أن «الصورة الإجمالية للوضع العربي تُشير إلى أن منطقتنا مازالت في عين العاصفة، والاضطرابات تضرب بعض بُلداننا، والأزمات بعضها مُستحكم وبعضها تفاقم وبعضها يُراوح مكانه ومحاولات الحل تتواصل، ولكن من دون نتائج حاسمة أو تسويات دائمة.وقال إن «الإرهاب يضرب دولنا ويُهدد مواطنينا، والعلاقة بين العالم العربي ومُحيطه القريب تُعاني توترات نعرفها جميعاً ونُعاني منها، والوضع العالمي يموج بمُتغيرات متُسارعة، بعضها ينطوي على مخاطر مُحتملة على منطقتنا العربية».وعرض أبو الغيط امام الوزراء تقريرا عن العمل العربي المشترك تضمن 10 قضايا، وقال إن «المأساة السورية مازالت جرحاً نازفاً في قلب الأمة العربية، وأوضاع النازحين والمُحاصرين داخل المُدن واللاجئين في دول الجوار وغيرها تُدمي قلوبنا جميعاً، ووقف إطلاق النار الذي تم تثبيته في محادثات الآستانة هو خطوة إيجابية لوقف نزيف الدم».وفي مؤتمر صحافي مع رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية عبد القادر مساهل، أكد أبو الغيط تعليقاً على مطالبة العراق بضرورة عودة سورية لشغل مقعدها في الجامعة العربية أن «الوقت ليس مناسباً» لذلك.وقال: «مسألة عودة سورية للجامعة العربية، مثارة في كواليس العمل العربي المشترك ولكن حتى الآن الوضع ليس جاهزا لاتخاذ خطوة في هذا الاتجاه».من جهته، دعا مساهل في كلمة أمام الاجتماع الى ادخال اصلاحات عميقة وشاملة لتحقيق تغييرات جادة في منظومة العمل العربي المشترك»بهدف السير بخطى ثابتة تتيح تحقيق تطلعات الشعوب العربية».واكد ان بلاده «ستولي خلال فترة رئاستها للمجلس كل الاهتمام لاصلاح الجامعة العربية وتطوير عملها بما يضفي على العمل العربي المشترك التفاهم والفاعلية».وكان وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، دعا الدول الاعضاء في الجامعة العربية الى مراجعة قرارها بتعليق عضوية سورية في الجامعة.وقال في كلمة أمام الجلسة الافتتاحية ان «العراق يدعو اشقاءه العرب الى مراجعة قراره السابق بتعليق عضوية سورية في الجامعة العربية».وكان وزراء الخارجية العرب استبقوا أعمال دورتهم العادية بعقد اجتماع تشاوري مغلق اقتصر على الوزراء ورؤساء الوفود.وناقش مجلس الجامعة العربية مشروع قرار تقدمت به قطر حول المختطفين القطريين في العراق.وتضمن مشروع القرار، الذي أثار خلافا واسعا بين قطر والعراق خلال الاجتماعات «إدانة واستنكار اختطاف مواطنين قطريين أبرياء دخلوا الأراضي العراقية بصورة مشروعة وقانونية بموجب سمات دخول رسمية صادرة عن سفارة العراق الى الدوحة».