- «حياتك أمانة» النداء الذي يطلقه أسبوع المرور الخليجي في دورته الثالثة والثلاثين.- إحصائيَّات الوفيات جرَّاء حوادث المرور مخيفة وتفوق ما تخلِّفه الحروب لسنوات. - قضية المرور أكثر اتساعًا من أسبوع، ولا يمكن أن تختزل بحملات التوعية المشكورة التي تطلقها الجهات المعنيَّة، وتتداعى لها كثير من المؤسسات المكلفة بالمشاركة.- ودعونا نتأمل، ماذا لو عملت إحصائيَّة للحوادث والوفيات جراءها خلال أسبوع المرور؟ غالبًا الأرقام ستكون أرقامًا عاديَّة تمثل الاستمرار النمطي للحوادث طيلة العام.- هذا لا يخدش عمل إدارات المرور في أسبوعه، ولا يقلل من أهميَّة مشاركة المؤسَّسات الأخرى، فالأمر يمس الجميع، وأجزمُ أنَّه لا يوجد أسرة لم تجرعها الحوادث المروريَّة مرارة الفقد، أو تكسرها بالإعاقة، لكنَّه يلفت إلى حجم التبلُّد المخيف الذي جثم على وعي كثير من السائقين، وسلبهم الإحساس، وحُسن التقدير، وتوخي الحذر أثناء القيادة.- فلا يزال كثير منهم يسيرون على الطرق المزدحمة وكأنَّهم في حلبة سباق، غير آبهين بما يمكن أن يتسببوا به من كوارث.- ولا يزال المفحطون ينشرون الرعب في الأحياء السكنيَّة، والطرق الفرعيَّة التي لا يراقبها «ساهر»، وأغلب حوادث الدهس تحدث في الأحياء، وليس على الطرق السريعة، أو الرئيسة.- نود في أسبوع المرور أن نبشر: بكم كيلومتر تمَّت صيانته ورصفه من جديد، وكم مطب تمَّ تقويمه لئلا يحدث أضرارًا في المركبات، وكم مطب لا داعي له تمَّت إزالته، وكم كاميرا مراقبة لحماية الأحياء من مختلف الجرائم بما فيها المروريَّة تمَّ زرعها، وكم مفحط تمَّ القبض عليه وتحييد خطره، وماهي الترتيبات التي تحمينا من تهور قائدي الشاحنات، وسيارات الأجرة بعد تمتعهم بالتأمين الذي منحهم الضوء الأخضر لنشر الرعب في الطرق بالسرعة الجنونيَّة والمزاحمة، ونأمل أيضًا أن يتسارع العمل في الطرق المخصصة للشاحنات خارج شبكة المرور المحليَّة، وأن نفاجأ بتشغيلها عاجلاً.