أداء المجلس الحالي كغيره إن لم يكن اقل منه. كنت أتوقع أفضل من ذلك بصراحة، لكن كلما مر الوقت ازداد المجلس تراجعاً.ينبغي على أعضاء المجلس، التشريع والمراقبة ومتابعة أداء الحكومة ومحاسبتها على التقصير. هذه الواجبات الاعتيادية لا يبدو أنها قابلة للتطبيق بالكويت بسبب كثرة المصالح وتداخلها في شكل كبير. هذا من جانب، ومن جانب آخر عدم اكتراث المجتمع الكويتي وعدم محاسبته لأولئك المصلحيين مقارنة بما يحصل في الدول العالم الأخرى.المعارضة كما تعلمون جاءوا في هذا المجلس بحماسة شديدة، وكلهم أمل بأنهم سيصلحون الحال الذي دمره المجلس السابق والمجلس الذي شهد في صفوفه «القبيضة»، على مدى سنوات طويلة. هذا كان الطموح، وهو بالمناسبة طموح لم يقتصر على ناخبي الإسلاميين بل شمل معظم أفراد المجتمع الكويتي لأنهم تعبوا وملوا الفساد والتلاعب بالمال العام وهضم حقوق المجتمع.لكن عادت حليمة لعادتها القديمة، فالإسلام السياسي كواقعه السابق وكغيره من القوى السياسية رضخ للواقع الفاسد بمجرد أن بلغ مُراده ودخل في أول صفقة سياسية. فبعد الصراخ وتكرار التهديدات استجابت الحكومة لمطالبهم وأعادت الجناسي مقابل تحصين رئاسة الوزراء. وقبل نحو يومين أعلن الدكتور جمعان الحربش، ان «التهدئة تجاه رئيس الوزراء هي التزام أدبي وسياسي». وحسناً فعل زميله رياض العدساني بالرد عليه وتذكيره بالقسم الدستوري الذي هو أعلى من جميع التعهدات.يلاحظ أن الالتزام الأدبي والسياسي من المعارضة أو على أقل تقدير من «حدس» يعني التنازل عن جميع المطالبات السابقة، وبالتالي التوقف عن كل ملفات الفساد التي كانت تدعي هذه المعارضة بأنها ستتصدى لها. بل حتى الجناسي لم يعد لها ذكر ولا شأن لهم بترك الملف بيد الحكومة بحجة سياديتها ولا أي ذكر لمن سُحبت جناسيهم منذ عشرات السنين، كل ذلك لأجل عيون كم شخص ممن أعيدت جناسيهم.من يتابع تصرفات أولئك لن يستغرب من انقلابهم بهذه الصورة. فمن كان يكرر على مسامع الناس، لن نشارك في الصوت الواحد، تغير شعاره بعد ذلك أيام الانتخابات ليكون مدافعاً عن حقوق المواطنين والتجنيس وكشف الايداعات المليونية، لكنهم حينما وصلوا للكرسي تغير الآن ليصبح «التزاما أدبيا وسياسيا». لذا أقول لشعب الكويت بأنهم إن أوقعوا أحمد السعدون وتركوه وراء ظهورهم لا حول له ولا قوة سوى التحدث وراء الميكروفونات ومجالسة صالح الملا ومشوا عنه، وهو كما نعرف ذاك العرّاب السياسي المخضرم، فكيف بأغلبية الشعب ممن لا يعرفون من السياسة إلا اسمها.hasabba@