×
محافظة المنطقة الشرقية

الملتقى التطويري للإدارة التنفيذية يؤكد تمكين الأفراد لقيادة المستقبل

صورة الخبر

العنصرية هي التفرقة بين الناس وفق أصولهم وأعراقهم وألوانهم، أو قد تكون عنصرية إثنية وثقافية. ويترتب على هذه التفرقة تعصب وتمييز وعدم مساواة في الحقوق وانتقاص لها. عانت وتعاني البشرية من العنصرية كثيراً. فهي سبب رئيسي لتغذية الكراهية في المجتمعات وتدميرها، وكانت ولا تزال سببًا لإبادات جماعية وحروب تجر عبر التاريخ الكثير من الويلات على البشر. وبينما تسعى مجتمعات الدول المتقدمة نحو محاربة العنصرية بكل أشكالها وصورها، نجد في مجتمعنا من يعتقد بها، ومن يؤججها ويغذيها ومن يبلع الطعم. والنتيجة تحويل الاختلاف إلى خلاف، وشحن المجتمع الكويتي بالكراهية. تارة باسم الدين والمذهب، وتارة أخرى باسم الأصول والأعراق، وكلٌ له أسبابه وأهدافه من ذلك. ينتمي المجتمع الكويتي إلى أصول وأعراق مختلفة. لو نظرنا إلى التاريخ، فسنجد أن جميع الكويتيين بأطيافهم وفئاتهم مهاجرون ونازحون استقروا في المنطقة هنا. أي في الحقيقة لا يوجد كويتي تنتمي أصوله تاريخيًا إلى الكويت. وعلى مر تاريخ الكويت القصير نسبيًا برزت الفروقات وبعنصرية في نسيج المجتمع الكويتي لأسباب سياسية بحتة إلى السطح. وعلى الرغم من ذلك تهكم أحد المغردين الكويتيين في تويتر على لهجة مواطن كويتي ظهر في مقابلة تلفزيونية عابرة، ملمّحًا لأصول هذا المواطن بعنصرية وفوقية. وهذا المغرد من حملة الدكتوراه ويُظهر التدين ويعد نفسه من الإصلاحيين السياسيين، وما تحمل فعلته بشأن ذلك من تناقض صارخ. هُوجم في تويتر دفاعًا عن المواطن، والأسباب التي دفعتهم إلى ذلك مختلفة. منها لأن هذا المواطن مسن، أو لأنه أبو شهيد، أو لأنه ينتمي لعائلة ما (أي عنصرية من نوع آخر)، أو لكونه كويتيًا (وهي عنصرية أخرى). وغفل الكثيرون عن السبب الحقيقي، وهو أنه بالأصل إنسان وله حق الكرامة الإنسانية بالمساواة وعدم التمييز. وهذا الفكر ما نفتقده في مجتمعنا في ظل التعنصر والسلوك الفوقي بين أفراد المجتمع الواحد من جهة، ومن قبل الكثير من أفراده تجاه الوافدين من جنسيات عربية وآسيوية تحديداً، من جهة أخرى. بالإضافة إلى العنصرية الدينية تجاه كل من هو غير مسلم! النفس العنصري السائد في المجتمع الكويتي ليس نتاج أفراد أو أفكار أو أحداث وتحولات، بل هو منظومة متشابكة من كل ذلك أفرزت ما نحن عليه اليوم. البيت والمدرسة والشارع والحكومة بمؤسساتها وقطاعاتها المختلفة، الكل مسؤول. ليس علينا أن نقرأ التاريخ لندرك إلى أين تأخذنا العنصرية. يكفي أن نلتفت حولنا ونشاهد مصير المجتمعات العربية التي انجرفت واحترقت بسبب العنصرية.أسيل عبدالحميد أمينaseel.amin@hotmail.com