نظم مركز معلومات المرأة والطفل التابع لجمعية رعاية والأمومة برئاسة الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة صباح امس مؤتمر «واقع التطرف وعوامله لدى الناشئة في المجتمع العربي» تحدث فيه أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، ورئيس مركز ابن خلدون للدراسات والبحوث بالمملكة الأردنية الهاشمية الدكتور دياب البداينة ومديرة المركز الدكتورة خولة الحسن، وادارت الندوة الإعلامية سوسن الشاعر، بمشاركة 115 شخصا كان في مقدمتهم وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة وعدد من السفراء وممثلون للسفارات بمملكة البحرين، وأعضاء مجلس الشورى وممثلون عن وزارة الداخلية والجمعيات النسائية والاجتماعية والأهلية، وتناول البحث دراسة قام بها مركز ابن خلدون للدراسات والبحوث. وفي مستهل كلمتها اكدت الشيخة هند آل خليفة ان مركز معلومات المرأة والطفل اصبح من المؤسسات الهامة التي تعني بتدارس القضايا المجتمعية التي تواكب متطلبات العصر، ومن شأنها أيضا ان تكون ذات دور مؤثر في التغيرات الاجتماعية وخاصة ظاهرة التطرف التي أصبحت تشكل ظاهرة عالمية تترك اثارها على الحياة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، موضحة ان العالم اعتبارا من العقد الأخير للقرن العشرين يتعرض لموجات قوية من افرازات القوى المتعصبة والمتشددة وأفكار التطرف والعنف وتداعيات الإرهاب ليس فقط على المستوى الوطني وانما على الصعيد الإقليمي والدولي، مشيرة إلى ان تلك الرؤى والأفكار أدت إلى دفع بعض الافراد والجماعات المنظمة للقيام بتنفيذ أنشطة التطرف واعمال العنف والعمليات الإرهابية. ثم تحدث أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى عن التطرف الديني وكيف يؤدي إلى الإرهاب الذي يهدد الامن والاستقرار لكل الدول، متطرقا إلى الأسباب التي يسهل معها تجنيد الشباب لينخرطوا في الاعمال التخريبية التي تقود الدول إلى الانهيار الكامل. وتحدث الدكتور دياب البداينة عن عناصر وعوامل وحيثيات التنشئة المنزلية والتنشئة الاجتماعية من المحيط والبيئة التي ينمو فيها الإنسان، وتبحث في أي منها عما يقود الشخص إلى التطرف والعنف وكيف يصبح مهيئا إلى أن يتحول كإنسان يخرج من الفطرة ويصبح مشروع إرهابي قابل للتجنيد، مستعرضا أهم النقاط التي أسفر عنها البحث مستخدما مقياس اسبار في التطرف- مركز اسبار في السعودية حيث تم اختيار 44 فقرة كمقياس للتطرف لقياس الأفكار والاتجاهات والرغبة في اتخاذ أفعال متطرفة عامة تجاهها، كالمرأة، والتعليم، والاعلام، والجهاد والتعامل مع غير المسلمين وغيرها، وقد تكونت عينة الدراسة من 6730 طالبا وطالبة في المستوى الجامعي منهم 2430 من دول مجلس التعاون و4300 من الدول العربية. وقال البداينة ان الدراسة اثبتت ان نسبة التطرف العامة بلغت 46.7%، وبانحراف معياري 11.9. اما في دول مجلس التعاون الخليجي فكانت النسبة اعلى بقليل حيث بلغت 50% بانحراف معياري 12.2. مقارنة بالدول العربية الأخرى 44.8% وبانحراف معياري 12.8. ومن جانبها أوضحت الدكتورة خولة الحسن ان الباحثين خرجوا باستنتاجات عامة عن مفهوم التطرف كعملية تراكمية ينتج عنها استخدام القوة كوسيلة في التفاعل والتعامل مع الاخرين، مشيرة إلى ان الدراسة ربطت التطرف بعدة عوامل منها البطالة، والفقر، والمرض، والامية، وعدم الانصاف، والتهميش، والاستبعاد، والقمع السياسي، والتحيز، والاغتراب والحرمان كعوامل كلية للتطرف اما العوامل الوسيطة فتتلخص في البيئة الاسرية والعوامل الشخصية للفرد، موضحة ان الدراسة قدمت توصيات للوقاية من التطرف وخفض نسبته. فيما أوضح مدير مركز معلومات المرأة والطفل دكتور سامي عبدالله دانش ان المركز دأب منذ عشرين عاما على الإعلان عن جائزة باسم الشيخ خليفة بن سلمان بن محمد آل خليفة، يتم الإعلان عنها كل عامين، وتتناول مواضيع مجتمعية يشارك فيها نخبة من الباحثين في العالم العربي، وبعد مرور عشرة جوائز استقر مجلس أمناء المركز هذا العام على تقديم معالجة ظاهرة التطرف، وبالتالي قرر اسناد عمل هذا البحث إلى مركز ابن خلدون للأبحاث والدراسات بالمملكة الأردنية الهاشمية للقيام بهذه الدراسة التي استغرقت عاما تقريبا، واعتمدت على معلومات من 10 دول عربية وتم تحليل المعلومات وتوصلوا إلى نتائج تمت مناقشتها والخروج بالتوصيات للحد من هذه الظاهرة التي يعاني منها العالم.