نشرت الصحافة المحلية خلال الفترة الماضية أخباراً عدة، عن تعرض رجال الأمن، الممثلين لسلطة القانون وحماية المجتمع من الجرائم، إلى اعتداءات جسدية ولفظية من مواطنين، وذلك عند قيامهم بأداء واجبهم، حيث تضمنت تلك الأخبار الحوادث التالية: «ألقت الأجهزة الأمنية المعنية القبض على مواطن لقيامه بالاعتداء على أحد منتسبي الإدارة العامة للمرور أثناء تأدية عمله والقيام بواجبه، حيث حاول شرطي يعمل في دوريات الأحمدي إنهاء مشاجرة بين المواطن ووافد بنغالي، على خلفية حادث مروري، ففوجئ بقيام المواطن بالاعتداء عليه، مما تسبب له برضوض وكدمات في الوجه». وخبر آخر: «قام نقيب وملازم أول من قوة مخفر النقرة باتهام مواطنة بعد أن أهانتهما، حيث دخلت المخفر كشاهدة في قضية بلاغ إشكال، ومن ثم تلفظت عليهما بألفاظ السب والقذف، ولوّحت بيدها في وجهه، كما قامت بالتعدي جسديا ولفظيا على الضابط المناوب في الليل». وقبلها بفترة نشر خبر: «تعرض ضابط مباحث في مبارك الكبير للدهس أثناء ضبطه تاجر خمور، ومازال يتلقى العلاج من الكسور التي أصابته في جميع أنحاء جسمه». إن المواطنين سابقا كانوا يلتزمون الصمت، وفي أفواههم ماء، فالمواطن الذي يتعرض للاعتداء من مواطن آخر كان يفقد حقه في القصاص من المعتدي عليه، بسبب تدخلات نيابية وضغوط من شخصيات مجتمعية.. لقد كان سكوت الحكومة والمجلس حينها عن تلك الوساطات اللاقانونية يثير الغضب والقلق في نفوس المواطنين، فكيف لمواطن تجاوز القانون أن ينفذ بيسر وسهولة من المحاسبة، ويفلت من العقاب جزاء اعتدائه على حق مواطن آخر! والأهم تسببه في زعزعة الأمن في المجتمع! أما الآن وقد تكرر تعرض رجال الأمن وحماة أمن المجتمع إلى الاعتداء عليهم، وعلى سلطتهم القانونية وهيبتهم ومكانتهم، فإن هذا الأمر مستغرب ومستهجن حدوثه من مواطن، فما بالكم بقيام وافد بالاعتداء على رجال الأمن؟! ففي العام الماضي وبمنطقة الفروانية: «قام وافد متعاطٍ بإزعاج المارة والاعتداء عليهم، وبصحبته عدد من الوافدين، ومن ثم قام بالاعتداء على رجل الأمن!». لم يعد الماء حاليا يملأ أفواهنا، وانطلق صوتنا عاليا يطالب الحكومة والمجلس بقيامهما بأداء اختصاصاتهما المنوطة بهما بأمانة وإخلاص، وحفظ هيبة رجال الأمن حماة الوطن، بالتالي حماية المواطنين وحفظ أمن المجتمع، وإلا فعلى الكويت السلام! ا. د. بهيجة بهبهاني bahijaalbehbehani@yahoo.com