ارتفعت إلى 52 حصيلة قتلى العبّارة الغارقة في كوريا الجنوبية، مع انتشال غواصين جثثاً منها، فيما اشتبك أقارب غاضبون لمئات المفقودين، مع الشرطة. وما زال 256 راكباً، معظمهم تلاميذ، مفقودين بعد غرق العبّارة الأربعاء الماضي، علماً أنها كانت تقلّ 476 راكباً، بينهم 323 تلميذاً تتراوح أعمارهم بين 16 و17 سنة، و16 مدرّساً، كانوا في رحلة مدرسية. وانتشل غطاسون 13 جثة من العبّارة، بعدما حطموا كوة إحدى مقصورات الركاب. وقال مسؤول في خفر السواحل إن فرق الإنقاذ قررت مواصلة الغطس في محيط العبّارة التي غرقت في عمق 27 متراً من مياه هادئة، فيما كانت في مسار آمن من مرفأ أنشيون إلى جزيرة جيجو جنوب البلاد. وأوقف قبطان العبّارة لي جون - سيوك واثنان من أفراد طاقمه، لمساءلتهم في اتهامات بالإهمال، والتقصير في ضمان سلامة الركاب، في انتهاك للقانون البحري. ووُجِّهت انتقادات شديدة إلى القبطان، لمغادرته العبّارة التي كانت تغرق، فيما كان مئات من ركابها ما زالوا على متنها وحاصرتهم المياه. وأكد القبطان (69 سنة) أنه لم يكن يقود العبّارة لدى وقوع الحادث، بل كان يقودها أحد افراد الطاقم وعمره 55 سنة، وهو كان بإمرة فتاة لم يسبق لها أن أبحرت في هذه المنطقة التي تصعب فيها الملاحة. وبرّر القبطان قراره تأخير عملية إجلاء الركاب، بعد توقف العبّارة إثر صدمة، إذ إنهم تلقّوا أوامر بالبقاء في مقاعدهم لأكثر من 40 دقيقة. وحين بدأت العبّارة تجنح، كان فات الأوان ولم يعد في وسع الركاب الزحف للخروج من الممرات التي غمرتها المياه. وقال القبطان: «في ذاك الوقت (خلال الدقائق الـ40) لم تكن زوارق الإنقاذ وصلت ولم يكن هناك زوارق صيد أو أية قوارب أخرى قادرة على المساعدة. كانت التيارات قوية والمياه باردة جداً في المنطقة، واعتقدت أن التيارات ستجرف الركاب وأنهم سيواجهون صعوبات، في حال إجلائهم في أجواء من فوضى». وتجمّع حوالى 200 من أقرباء الضحايا والمفقودين على جزيرة جيندو جنوب غربي البلاد، مركز جهود الإنقاذ، وحاولوا عبور جسر إلى البرّ في مسيرة احتجاجية إلى قصر الرئاسة في سيول الذي يبعد 420 كيلومتراً. لكن الشرطة شكّلت خطين لمنعهم من الوصول إلى الجسر، وحدث تدافع بين الجانبين. وهتف الأهالي «الحكومة هي القاتل»، فيما قال والد تلميذ مفقود، في إشارة إلى المسؤولين: «واضح أنهم يكذبون، ويرمون المسؤولية على آخرين». سياسة العالم