وجدت دراسة من جامعة أوهايو، أن ضرر التعرض للضوء أثناء الفترة الليلية لا يقتصر فقط على الكبار وإنما تعرّض المرأة الحامل للإضاءة في تلك الفترة يصل ضرره إلى الجنين داخل الرحم.وعلم الباحثون من خلال دراسات سابقة أن اضطراب الغدد الصماء الناتج عن الضغوطات التي تعرضت لها الفئران يمكن أن يؤدي إلى تغيرات عضوية ونفسية لدى الجنين داخل الرحم، وظهر من خلال التجارب السابقة أن تعرض الحيوانات إلى الضوء أثناء الليل أدى إلى ظهور تغيرات بالغدد الصماء وبجهاز المناعة. وهدف الباحثون من خلال الدراسة الحديثة التي نشرت بمجلة «التقارير العلمية»، إلى معرفة ما إذا كان الآباء يورّثون تلك التغيرات للأجنة عبر الرسائل الوراثية، حيث قاموا بتعريض مجموعة من حيوانات الهامستر من الذكور والإناث إلى الإضاءة الخافتة طوال الليل، فيما بقيت المجموعة الأخرى في بيئة طبيعية من دورة النهار والليل، وذلك على مدى 9 أسابيع، ثم تقسيمهم إلى 4 أزواج، بحيث يتكون كل زوج من ذكر وأنثى تعرضوا لنوع الإضاءة ذاته. وبعد التزاوج بقيت كل المجموعات في بيئة طبيعية من الإضاءة، وبعد ذلك تربّت المواليد أيضاً في بيئة ضوء طبيعية من دورة النهار والليل. وقام الباحثون بعد ذلك بسلسلة من الاختبارات على المواليد لمعرفة ما إذا كان هنالك تأثير لتعرض آبائهم السابق للإضاءة الليلية، وظهر دليل يشير إلى أن تعرض الآباء للإضاءة الخافتة ليلاً كانت له تداعيات على الأجنة، وأن الآباء والأمهات ورثوا بصفة مستقلة توجيهات جينية تضعف استجابة المناعة، وتقلل نشاط الغدد الصماء، كما أن بعض الآثار ظهرت إما بالمواليد الإناث فقط، أو بالذكور فقط. فالمواليد الذين ولدوا لأباء تعرضوا للإضاءة أثناء الليل، وجد الباحثون أن لديهم تراجعاً باستجابة المناعة، وظهر ذلك عند تعريضهم لمادة غريبة تحفّز الاستجابة المناعية، كما ظهرت تغيرات بالنشاط الجنيني بالطحال، مع احتمالية تلف نظام الغدد الصماء. ويقول أحد الباحثين إن من المهم الانتباه إلى أن التغيرات السلبية التي ظهرت بالمواليد جاءت من كلا الأبوين.