×
محافظة المنطقة الشرقية

577.5 مليون درهم أرباحاً ربعية في سجل «أبوظبي الإسلامي»

صورة الخبر

رحلة استغرقت 45 يوماً كلفت الكثير من المال والجهد، لكنها أوصلت مروى حسين (20 سنة) إلى ألمانيا وأنقذتها من «كارثة» الدراسة في جامعة عدن. أما عبير الرداعي، فقد كانت أقل حظاً، إذ تسبب تخاذل السفارة اليمنية في إسطنبول في تعطيل دراستها وترحيلها إلى بلادها بتهمة الالتحاق بجامعة محسوبة على جماعة فتح الله غولن المتهمة بتدبير محاولة انقلاب تموز (يوليو) 2016. وعلى رغم القيود المجتمعية التي تفرض على تعليم الاناث، تبذل الفتاة اليمنية جهوداً مضاعفة واستثنائية لإثبات ذاتها. وفي حين يبدي كثير من الذكور تململاً وعدم رغبة في التعليم ناهيك عن تزايد ظاهرة الغش بين الطلاب، تثابر فتيات كثيرات على التعليم لغرض العلم وليس لمجرد الحصول على شهادة. وفي شهر آب (أغسطس) الماضي شاركت مروى حسين في اختبارات القبول في كلية الطب في جامعة عدن وأحرزت المركز الثالث بين حوالى 200 طالب وطالبة تم قبولهم من إجمالي 1500 متقدم. لكن» الكارثة» التي تكشفت لمروى على حد قولها لـ «الحياة» ظهرت مع بدء العام الدراسي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، موضحة أنه وخلافاً للصورة الذهنية التي يرسمها الطلاب لكلية الطب «وجدنا المعامل نتنة تنبعث منها روائح خانقة والمنهج قديم وعدد الطلاب في القاعة يتجاوز 400 طالب!! والأساتذة غالباً لا يحضرون، لهذا اتخذت قراري بالرحيل». ولئن حازت مروى على فرصة السفر إلى ألمانيا لتحقيق حلمها في دراسة الطب، في المقابل وجدت الطالبة اليمنية في تركيا عبير الرداعي نفسها رهن الاعتقال والترحيل بعد 3 سنوات من الدراسة. وتحولت قضية الرداعي التي رحلتها السلطات التركية منتصف الشهر الجاري بشبهة الانتماء إلى جامعة محسوبة على جماعة رجل الدين التركي عبدالله غولن إلى قضية رأي عام. وانتقد ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي تخاذل الحكومة اليمينة في ترحيل الرداعـــي، معـــتبـــرين إن امــتناع سفارة الحكومة الشرعية في إسطنبول عن ضمانة الرداعي على غرار ما فعلت سفارات دول عدة مع رعاياها «وصمة عار» وعمل غير مسبوق، يؤشر على فداحة استهتار بعض المسؤولين الحكوميين. ويأتي هذا في وقت تشير تقارير إلى انهيار الجهود التي أنجزت خلال السنوات الماضية لتشجيع تعليم الإناث في اليمن، خصوصاً مع استفحال الحرب وانتشار المجاعة. ووفق تقارير رسمية وأممية تسببت الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد على خلفية انقلاب مسلح تنفذه ميليشيات الحوثيين (حركة أنصارالله) وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بارتفاع عدد التلاميذ غير الملتحقين بالتعليم إلى 3.5 مليون مقارنة بـ1.8 مليون قبل تصاعد القتال الذي أدى أيضاً إلى تضرر آلاف المدارس. ولا تزال الأنثى المتضرر الأكبر من دورات العنف والانهيار التي تعصف بالبلاد. وتمثل أروى وعبير نموذجين نادرين لأسر تحرص على تعليم بناتها في مجتمع يضع تعليم الفتاة في ذيل اهتماماته. ويتوقع مختصون تفاقم انهيار مجال التعليم وتراجع الاهتمام الحكومي به، حتى في حال توقفت الحرب وحل السلام. وتفيد التقديرات الرسمية بوجود قرابة 10 ملايين يمني دون الثامنة عشرة في حاجة إلى مساعدات إنسانية في وقت تضطر غالبية الأسر إلى تزويج بناتها قبل إكمال تعليمهن لحاجتها إلى المال. وذكرت مصادر تربوية في صنعاء لـ «الحياة» أن طالبات في التعليم الأساسي والثانوي يأتين إلى المدرسة من دون فطور ولا يملكن المال لشراء الطعام. وتتهم ميليـــشيات الحــوثيين وصالح بعسكرة التعليم وتحويل المدارس إلى ثكنات وسجون وفي بعض المدن المحررة عمدت فصائل في المقاومة إلى استخدام المدارس للغرض ذاته، في وقت يسير تجنيد الأطفال بالآلاف على قدم وساق. وخلال الأسبوع الماضي تعرضت طالبة في صنعاء لاعتداء بسبب رفضها ترديد شعار الحوثيين المعروف بالصرخة (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل النصر للإسلام اللعنة على اليهود).