انتهى المخرج أسامة الخريجي من تصوير مسلسل سعودي شبابي لصالح قناة MBC يحمل عنوان "Cut" ويشارك في بطولته نخبة من النجوم الشباب يتقدمهم يوسف الدخيل وفهد البتيري في أول مشاركة تلفزيونية لهما, والممثل اسامة صالح ومحمد سيف والممثلة نورة البدر. وكان المسلسل قد صوّر بالكامل في أميركا وهو يروي على مدى 24 حلقة يوميات طلاب سعوديين يدرسون السينما في هوليود، وتم تنفيذه بدعم وإشراف من الفنان ناصر القصبي ضمن مشروع دعم المواهب الوطنية الشابة في مجال صناعة الدراما والذي ابتدأ به عام 2012 مع سلسلة أفلام "بعيون سعودية". فهد البتيري: تجربة مختلفة وأكثر ثراء من اليوتيوب وبدأت فكرة المسلسل من خلال فيلم قصير صنعه المخرج أسامة الخريجي أثناء دراسته السينما في أكاديمية نيويورك للأفلام "في فترة الدراسة كنت أطور نصاً درامياً لفيلم قصير ضمن مادة الكتابة وكان من المفترض أن يكون ذلك النص هو مشروع الفصل، إلا أنني لم أكن راضياً عنه وارتأيت أنه يحتاج إلى وقت أكبر في الكتابة كونه يعتمد على الدراما النفسية التي تسرد التحولات الطارئة على الشخصيات، وفي تلك الأثناء بدرت لي فكرة فيلم قصير عن أربعة شباب سعوديين يدرسون صناعة الأفلام في هوليود"، ويضيف الخريجي: "الميزة في هذه الفكرة كانت في وفرة القصص لأني كنت أعيش تلك اللحظات، والتحدي كان في إخراج القصة من مجرد نكت صناع الأفلام إلى محتوى يستهوي الجميع، وصنعت الفيلم ثم عند عرضه في أستوديوهات يونيفيرسال" كانت الصالة تعج بالضحك، وأدركت وقتها أنني أمام مشروع يمكن تطويره ليصل إلى أكبر شريحة ممكنة للمتلقين، ومن هنا جاءت الفكرة في تحويله إلى مسلسل تلفزيوني بأسلوب "الوثائقي المزيف"، وبعد ذلك التقيت بالفنان ناصر القصبي في الرياض وأبدى رغبته في تبني الفكرة". وعن تجربته التلفزيونية الأولى بعد عدة تجارب ناجحة في صناعة الأفلام القصيرة، قال الخريجي إن هذه الانتقالة لم تكن سهلة "لكن من لطف الله علي أنني اشتركت في إخراج فيلم سينمائي طويل بعنوان "جود" مع المخرج الأسترالي اندرو لانكيستر قبل البدء في تجربة المسلسل بأشهر، فدخلت المسلسل بلياقة مرثونية تناسب كمية الجهد الهائل المبذول بشكل يومي خلال ٩ أشهر أو تزيد". مشيراً إلى فارق فني بين الدراما التلفزيونية والأفلام يتمثل في "صياغة الحكاية سواءً على الورق أو بالكاميرا والضوء، وعمق الشخصيات وتناثرها، وتباعد الخطوط وتشابكها، وتطور الشخصيات، والتتابع وحتى صياغة النكتة وكتابة الحوارات وصناعة الموقف الكوميدي، كل هذه التقنيات في صياغة الحكاية كان استخدامنا لها في الفيلم القصير ضئيلا جداً مقارنةً بمسلسل مكون من ٢٤ حلقة". مضيفاً بأن أهم فارق هو التحول من العمل الفردي والشبه فردي فيما يتعلق بالجوانب الإبداعية والرؤية إلى العمل الجماعي، "ففي كتابة المسلسل على سبيل المثال اشترك معي الصديق أسامة صالح في التأليف، أما كتابة الحلقات فتكونت من فريق مؤلف من ستة كتاب معظمهم من طلاب أو خريجي ذات الأكاديمية التي درست فيها واستلهمت منها معظم قصص المسلسل، حتى على مستوى الإخراج التنفيذي لم أتولَ المهمة كاملةً بنفسي وإنما ساعدني فيهما المخرج أسامة صالح والمخرج عبدالله بامجبور". وعن مضمون مسلسل Cut، قال الخريجي إن العمل في ظاهره يحكي قصة أربعة شباب يدرسون صناعة الأفلام في معهد سينمائي في هوليود، إلا أنه في سرده القصصي يعبر عما هو أبعد من ذلك، "وبالنسبة لي كمؤلف رئيس ومخرج للمسلسل فأعتقد أن المسلسل يحكي أحد فصول قصة التحول التي تعيشها المملكة في العشر سنوات الأخيرة". مضيفاً بأن الجديد الذي سيقدمه العمل يكمن في "نَفَس" وروح الجيل الجديد شبه الغائب عن المحتوى التلفزيوني السعودي، "وأعتقد أني وفريقي نمثل تطلعات الجيل الجديد الذي لم يكتفِ بالموهبة فحسب بل كافح وتعلم ومارس صناعة الأفلام في دول متقدمة". مقدماً شكره الكبير للفنان ناصر القصبي الذي "آمن بتطلعاتنا نحن السينمائيين الشباب وسعى جاهداً لأن ننال مساحة جيدة في عالم صناعة المحتوى الروائي، ومن النادر جداً في أوساط صناعة المحتوى أن تجد شخصية تمدك بما تحتاج بالرأي النابع من خبرة مع تمسكها الشديد باحترام رؤيتك الفنية وعدم التدخل الصارخ فيها. كما أشكر مجموعة MBC والشيخ الوليد البراهيم على حرصه المستمر بإبراز الأعمال الشبابية المبدعة". من جانبه قال الفنان فهد البتيري إن انتقاله من اليوتيوب جاء أولاً باتجاه السينما حيث قدم فيلم "من ألف إلى باء" مع المخرج الإماراتي علي مصطفى "ثم عدت إلى اليوتيوب ثم إلى التلفزيون، وبعد عودتي المؤقتة لليوتيوب، اتضحت لي أمور عديدة تتعلق بمحدودية منصة يوتيوب وقدراتها الإنتاجية. بعدها قررت الانتقال إلى مشروع أكبر من ناحية المساحة الإبداعية والإنتاجية وفي منصة أكثر استيعاباً للمحتوى، فكان مسلسل Cut الخطوة الأمثل في هذا الاتجاه". ويظهر البتيري في المسلسل بدور "عبدالرحمن" وهو طالب سعودي من المنطقة الشرقية في مدينة لوس آنجلس متخصص في صناعة الأفلام، "والمميز في شخصية عبدالرحمن -مقارنة بباقي الشخصيات في المسلسل- هو أنه لا زال بحاجة ماسة لترتيب أولويات حياته واهتماماته خارج أكاديمية الأفلام التي يدرس فيها مما يؤثر بشكل أو بآخر على مسيرته الدراسية داخل الأكاديمية، والصراعات التي يمر فيها عبدالرحمن تضفي أبعاداً إضافية لشخصيته في المسلسل وخطاً درامياً فريداً من نوعه ومكمّلاً لسائر خطوط المسلسل". وعن الاختلاف بين الدراما التلفزيونية واليوتيوب، يقول البتيري: "بالتأكيد يختلف العمل في الدراما التلفزيونية بشكل كبير عن العمل السينمائي وبشكل جذري عن اليوتيوب. ما زالت الأعمال اليوتيوبية متواضعة جداً إنتاجياً مقارنةً بما يقابلها في التلفزيون أو السينما، وكل هذا يعود للنموذج التسويقي والعائد المادي في كل منها؛ لا زال اليوتيوب يفتقر لعائد مادي مجزٍ يشجع صناع المحتوى على الاستمرار في إنتاج مادة حصرية له. وقد رأينا العديد من الشخصيات البارزة في اليوتيوب تترك الموقع وتنتقل للعمل في منصات أخرى. أما بالنسبة للعمل التلفزيوني مقارنة بالسينمائي، فالعمل التلفزيوني يعطي الممثل مساحة أكبر لاستعراض أبعاد الشخصية التي يؤديها بشكل قد لا يكون ممكناً خلال فيلم سينمائي مدته ساعة إلى ساعتين". ويرى البتيري أن "اليوتيوب يمر في مرحلة غيبوبة من ناحية صناعة محتوى قيّم، قد تكون مؤقتة فيفيق منها، وقد تستمر فيصبح الموقع مجرد منصة لنشر اليوميات وأرشفة المحتوى المرئي الذي تنشره سائر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت". مشيراً إلى استعداده لتكرار العمل في الدراما التلفزيونية بعد مسلسل Cut "إذا سنحت الفرصة المناسبة، فقد استفدت كثيراً من هذه التجربة، وعشت تجربة مثرية كممثل ساعدتني على اكتشاف قدراتي الدرامية أثناء عرض شخصية ذات أبعاد متداخلة بشكل لم أجده في أي من الأعمال التي شاركت بها في حياتي". مضيفاً بأن "أكثر ما ميز العمل بالنسبة لي هو التفصيل الدقيق في خلق أبعاد شخصيات المسلسل -بالرغم من أنه عمل كوميدي- وطبيعة علاقاتها ببعض، وترتيب نسق الحلقات بشكل سيشد انتباه المشاهد بالتأكيد طوال فترة عرض المسلسل". المسلسل تم تصويره بالكامل في هوليود يوسف الدخيل خلال تصوير المسلسل