×
محافظة المنطقة الشرقية

برنامج «الاتجاه المعاكس» هل أصبح من الماضي؟

صورة الخبر

رغم أن غالبية الأمم قدمت على مر تاريخها تضحيات جسيمة وشهداء كثيرين، فإن أمتنا هي الوحيدة التي استمرت تضحياتها وستبقى، في دور يبدو أنه قد كُتب لنا. وبغضّ النظر عن توصيفات الشهادة ومقاييسها ومن يمكن اعتبارهم شهداء، إلا أن معظم شهدائنا كانوا ممن اختاروا هذا الطريق بإرادتهم، رغم ظروفهم الصعبة والتزاماتهم المجهدة، تلبية لواجب وطني أو نداء مقدس. في دول كثيرة يكون للشهداء، بل وللمقاتلين القدامى، حقوق معينة، كرعاية أسرهم من طريق تقديم رواتب لها تحفظ كرامتها، وتخصيص مقاعد دراسية لأبنائها، وسكن مناسب، أو لنختصرها بتوفير حياة كريمة لها، وفق وضع الدولة وأهمية التضحية. لكن هل هذا يكفي؟ هل يكفي مثلاً توفير دراسة وراتب لطفلة فقدت أباها، فلا تجده إلى جانبها يوم تخرجها أو يوم عرسها؟ هل هذا يكفي لأمّ فقدت ابنها أو زوجها وبقيت تصارع الدنيا وتربي أسرتها وحدها؟ أو لأب كان يمنّي نفسه بابن يرعاه في شيخوخته، فانقلب الأمر وصار هو يرعى أيتام شهيده؟ ألا يجب، وفوق تقديم كل ما يمكن تقديمه وأكثر، أن نبقى دوماً نقول لهم ولأسرهم شكراً وألف شكر؟ هل تخصيص يوم للشهيد العراقي والاحتفاء به إعلامياً وإقامة الندوات والمهرجانات لتكريمه كثيرة عليه؟ إذا كان الشهيد يستحق، فلماذا هذا التعتيم الإعلامي عليه؟ ولماذا لا يدري معظمنا أن هناك يوماً للشهيد العراقي؟ فهل هو أقل شأناً من غيره؟ أم أن شهادته منقوصة؟ أم أن الشهادة صارت عندنا حدثاً عادياً؟ هل التنافس السياسي- بل الحقد هو الوصف الأفضل- وراء كل ذلك؟ ألا يوجد شهداء شيوعيون؟ مدنيون ليبراليون من أحزابكم، يا من تمسكون بالسلطة؟ تعساً لحكومات وأحزاب تتنكر لتضحيات أبنائها.