×
محافظة المنطقة الشرقية

إنقاذ حياة مريضة بعد تشخيص حالة نادرة الحدوث في حفر الباطن

صورة الخبر

وضعت العنوان قبل كتابة المقال، فقد رأيت أن الظاهرة، ولنقل هذه «الظاهرة المرضية»، وصلت حد العظم في جسدنا، شهادات وهمية ومضروبة وأصحابها يتصدرون الواجهات ويحتلون مناصب وبكل لامبالاة، والناس يعرفون، على الأقل بعضهم، أن هؤلاء يحملون شهادات مزورة أو أنهم نالوها بالأجرة أو عن طريق غير شرعي، ومع ذلك ترى المجتمع يكرَّمهم ويتغاضى عن أفعالهم و«جرائمهم». فقد انقلبت المفاهيم وأصبح «المزور» هو الصح.. يا لتعاسة هذا العصر الذي نعيشه! والأمر لم يقتصر على هذا الصنف من الناس، وإن كانوا أقلية، لكن هناك أسماء تتداول في الصحف يخرجون علينا بتصريحات مثيرة جداً، ويمنحون لأنفسهم ألقاباً ما أنزل اللَّه بها من سلطان، أسماء ومناصب وهمية يتاجرون بها، ويسوقون أنفسهم أمام الرأي العام، مدعين أنهم في هيئات دولية أو إقليمية، وعندما تستفسر وتبحث وتسأل، تفاجأ بأن هؤلاء انتحلوا صفات لا وجود لها أصلاً، وإن وجدت فهي على غير حقيقتها. وربما كانت «الأوسمة» التي تعطى للبعض تدخل في هذا البازار وفي إطار حملة علاقات عامة، وإذا حاولت التعرف على خلفية هؤلاء وماذا قدموا وما هي نتاجاتهم الفكرية أو الأدبية أو العلمية، ستصدم، إنك لم تعثر على شيء، سوى العلاقات الشخصية. وفي هذا الإطار، تخرج علينا أسماء أخرى وتحت مسميات جمعيات ومنظمات لم يسبق لك أن سمعت بها وأن ترددت أسماؤها، فستجد أن صاحبها هو الجمعية، يعني «بو نفر» أو «بو نفرين».. لن ندخل في قضية أسماء ولا تحديدها أو الإشارة إليها، لكن تكفي مطالعة الصحف اليومية لتجد هناك قائمة من الأسماء والجمعيات والهيئات الهلامية التي لا تعني سوى صاحبها أو صاحبتها. الموضوع إذا تعمقت فيه أكثر وجربت أن تعرف ما هو الواقع، ولماذا هذا التكالب على المناصب وشهادات ومسميات وهمية؟ فلن تعاني كثيراً في إيجاد الحل، وهو بسيط ويمكن اختصاره بالوجاهة والفشخرة، ولا من يحاسب أو يراقب. لم نسمع يوماً أن إحدى وزارات الدولة المعنية أجرت تحقيقاً أو أوقفت هؤلاء المنتحلين ووضعت لهم حداً. مجتمع فيه مزورون وأصحاب شهادات عليا مضروبة وألقاب وهمية ومناصب وجمعيات موجودة على الورق فقط.. يعني شيئاً واحداً أن قيم الأخلاق لدى هؤلاء سقطت إلى القاع… وللأسف.د. إبراهيم بهبهانيebraheem26.com babhani26@