×
محافظة المنطقة الشرقية

لاجئ سوري يروي معاناة المجموعة العالقة بين الجزائر والمغرب

صورة الخبر

في محاضرة شهيرة طرح المفكر المغربي أحمد عصيد، سؤالاً طرحه العرب والمسلمون على أنفسهم منذ مئة وعشرين عاماً، وهو لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟، ما جعله في قائمة اغتيالات الجماعات الإسلامية المتشددة ومنها تنظيم «داعش».وفي سؤاله هذا يقصد المسلمين جميعاً بمن فيهم العرب، بيد أنهم لم يكونوا متخلفين وحدهم، ولم يكونوا الوحيدين الذين طرحوا على أنفسهم هذا السؤال، بل شاركهم اليابانيون وكل الشعوب التي كانت متقدمة في الماضي، ثم تخلفت لأسباب كثيرة يشرحها أستاذ عصيد في محاضرته الشهيرة.ويعزو المحاضر الجريء ذلك إلى تهميش دور العقل والمنظومة التعليمية الحداثية، والتمسك بدور الدين والتقاليد في تسيير أمور الدولة والمجتمع، أي رفض الخروج من دائرة الماضي حتى في البحث عن الحلول، فكل الأمم تبحث في شؤون المستقبل، وتبقى أمة الإسلام متمسكة في أمجاد الماضي.حتى عندما أرسلت وفود من الطلبة والدارسين العرب إلى العواصم الأوروبية في أواخر القرن التاسع عشر لدراسة أسباب تقدم أوروبا، لم تأخذ من هذه الوفود عقلية الحداثة التعليمية وإعمال العقل، بل أخذت المنجزات العلمية مثل السلاح بينما ظلت العقلية في المجتمعات الإسلامية مناقضة ومغتربة عن المنجز، ولم تأتِ بالعقل أو بالعلوم التي أنتجت هذه المُنجزات التكنولوجية، وظلت «العلوم النافعة» هي علوم الشريعة فقط، بينما الوفود اليابانية أتت بالمنظومة التعليمية الحديثة، ودخل الإمبراطور الياباني في صراع مع السموراي والتقليديين المحافظين على التقاليد القديمة، لكن النصر في النهاية كان لمصلحة الامبراطور، بينما في الدول العربية لم يستطع السلطان مواجهة رجال الدين، الذين رفضوا أي شيء يأتي من الغرب، واستمروا في رؤية الحل بالإسلام أي الماضي، وجعلوا منه الدولة والدين، وعاش المسلمون في تناقض بين المنجزات العصرية التي استوردوها وبين النسق العقلي السائد.وظل المسلمون يعتبرون كل شيء يأتي من الغرب، هو شيطاني وكافر مستذكرين الاستعمار الغربي، من دون أن يبحثوا في آليات التقدم أو يتجاوزوا القرون الوسطى، وقد كان آخر مظهر لمحاربة العلم والعقل هو حرق كتب الفيلسوف العربي ابن رشد واضطهاده، واضطهاد كل من يدعو إلى استخدام العقل، أو إلى تطوير المنظومة التعليمية، التي تسهم في تطوير الإنسان ومن ثم تقدم المجتمعات، ولكن الإسلاميين المتشددين أعداء التقدم رفعوا شعار «الإسلام هو الحل».واستفادت الطغم الحاكمة من ذلك، فتخلفت الأمة الإسلامية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، واضطهد كل صاحب رأي حر، وغابت المواطنة المبنية على القانون والعدالة.ولم يسلم الأستاذ أحمد عصيد من غضب حتى القوميين العرب المتعصبين، لأنه أمازيغي يطالب بحق اختلاف الثقافات واللغات في القطر الواحد، ويطالب بحق الاعتقاد واختلافه والتعايش في ما بينها في المجتمع الواحد.osbohatw@gmail.com