×
محافظة مكة المكرمة

أمانة جدة تنفي إجرائها مفاوضات مع بنوك لتمويل مشروع المترو

صورة الخبر

أبوظبي: مجدي زهرالدين رفع المهندس السوري خليفة رفاعي الخرسان، الذي يقيم في الدولة منذ 20 عاماً، أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، على مبادرة سموّه الكريمة، وجهوده المخلصة التي أفضت إلى لمّ شمل عائلته بأكملها، بعد فراق 6 سنوات، فولّى مرّ الأيام وأقبل حلوها، كاشفاً أن مبادرة سموّه لم تقتصر على تسهيل قدوم ابنه سيف إلى الدولة، بل سبقتها مكرمة كبيرة من سموّه، بأن ساعدهم في إخراج زوجة سيف التي علقت بدورها داخل سوريا لمدة 6 سنين، تقطعت بها السبل خلالها، ولم تستطع الوصول إلى زوجها، فعانت الأمرّين؛ الحرب وويلاتها، وفراق الزوج الذي لم تنعم بقربه سوى شهر واحد، بعد زواجهما.تفصيلاً قال خليفة ل «الخليج»، إن معاناتهم تعود إلى 6 أعوام مضت، حيث تزوج ابنه الأكبر سيف من ابنة عمه، وجرى حفل الزفاف في سوريا، وبعد الزفاف بفترة قرر سيف السفر إلى ماليزيا لإكمال تحصيله العلمي العالي في إحدى الجامعات، على أن يعود في العطلات لتمضية الوقت برفقة زوجته وأهله في ربوع الوطن، لكن شاءت الأقدار ان تتعقد الظروف في سوريا وخاصة في مسقط رأسه درعا، فأصبح متعذراً عليه العودة إلى وطنه في الإجازة، كما أن ذهاب زوجته إلى حيث هو في ماليزيا لم يكن ممكناً بحكم أنظمة البلد التي لا تسمح للطلبة الجامعيين بإصدار إقامات لزوجاتهم إلا في مراحل الماجستير والدكتوراه، ولكي يزداد المشهد تعقيداً وتصبح المعاناة شاملة، تعذر بعد فترة حتى سفر أهله لزيارة زوجته في سوريا والاطمئنان إليها، فتحولت الأسرة إلى أطراف متشظية كل منها في بلد، لا يستطيع أحدهم رؤية الآخر.وأضاف الخرسان، مرت السنون ومعاناتنا تزداد يوماً بعد يوم، وأصبح همي بثقل الجبال، فمن جهة ابني غائب عني وعن والدته وإخوته ولا نستطيع اللقاء به، خاصة بعد ان انتقل لإكمال دراسته في تركيا، على أمل أن نذهب لنلتقيه هناك ونرسل زوجته إليه، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث تعذر علينا رؤيته بحكم الظروف، كما تعذر على زوجته الوصول إليه حتى لو هرباً عبر الحدود، ووصلت الأمور إلى «عنق الزجاجة»، عندما توفي والد زوجة ابني سيف، وأصبحت بلا سند وغير قادرة على التنقل إلى اي مكان بحرية، فكيف إذا لاحت في الأفق فرصة لخروجها من سوريا للقاء زوجها.وتابع: بقينا مدة طويلة على هذه الحال، إلى أن وصلت قصتنا إلى مسامع صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عن طريق رجل كريم، كان حاول مراراً مساعدتنا، على إخراج الفتاة من سوريا نحو الأردن، لكن محاولاته باءت بالفشل، حيث تأثر سموّه بالقصة كثيراً، ووعد بإيجاد حل سريع لها، وبالفعل وخلال وجود سموّه منذ مدة في زيارة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، خاطب المسؤولين هناك، ورتّبت إجراءات انتقال زوجة سيف من درعا عبر الحدود البرية إلى عمان، معززة مكرمة، ومن عمان انتقلت فيما بعد، وبطائرة سموّه الخاصة إلى عجمان.وقال الخرسان: بعد هذه المكرمة الكبيرة، ذهبت للوقوف بين يدي سموّه وشكره باسمي واسم جميع افراد عائلتي على جميل صنيعه معنا، فبادرني سموّه بالسؤال عن أحوالي وأحوال أولادي، فأخبرته أن لي ثلاثة أولاد أكبرهم سيف الذي تكرمت علينا بأن ساعدت زوجته على الخروج من سوريا، وأوضحت له اننا لم نره منذ ست سنوات، بسبب الأوضاع في سوريا، وهو الآن في تركيا. وانتهى الحديث مع سموّه عند ذلك، وشكرته مجددا واستأذنت بالانصراف.وبعد ثلاثة أيام تلقيت اتصالاً من طارق بن غليطة الغفلي، مدير مكتب صاحب السموّ حاكم عجمان، طالبا مني صور جواز سفر ابني سيف، ثم عاد واتصل طالباً مني الحضور برفقة زوجة سيف إلى الديوان، لتسلّم أوراق الكشف الطبي الخاصة بمعاملة إقامتها، وبعد وصولنا طلب مني التوجه لإلقاء التحية على سموّه في مكتبه، فطلب مني الجلوس إلى جانبه، وبدأ بسؤالي عن احوالي، ثم قال لي «ولدك الكبير أين هو الآن؟»، فشرحت لسموّه أنه أمضى اربع سنوات في ماليزيا للدراسة، ثمانتقل منذ سنتين إلى تركيا، ولم نره طيلة هذه الفترة، ثم سألني سموّه: «لمَ أنت هنا اليوم؟»، فأجبته: لإكمال أوراق إقامة زوجة سيف. هنا نادى سموّه: «أدخلوا المندوب»، ودخل شخص فيه من ملامح ابني سيف الكثير، لكني لم أتوقع المفاجأة وقلت يمكن مجرد تشابه. وتابعت الحديث مع سموّه. لكن شدة الشبه بين «المندوب» وابني كبيرة جدا، حينها انتبهت للأمر، وأمعنت النظر في الشاب الذي تبسّم، فأيقنت حينها أنه ابني، ووقفت لأعانقه عناقاً كنت أنتظره منذ سنوات، فبكيت وبكى ابني على كتفي طويلاً، وتأثر صاحب السموّ حاكم عجمان بالموقف كثيرا، وكذلك جميع الحاضرين.وتوجه المهندس الخرسان، بالشكر إلى صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، وإلى شعب الإمارات، على كل مكارمهم وأياديهم البيضاء التي امتدت بالعون إلى جميع شعوب العالم في محنهم، فكانت طوق النجاة ونافذة الأمل، نحو غد أفضل.وختم بالقول: لقد كتب الله سبحانه وتعالى لنا نحن الأسرة، على يد سموّه، حياة جديدة، بعد سنوات عذاب ولوعة فراق؛ فمنذ اليوم ستغفو أم سيف دون ان تبلل الدموع وسادتها، ككل ليلة، وها هي مها زوجة سيف ستبدأ حياتها الزوجية المستقرة بعد سنوات من العذاب و الشقاء.وقال سيف: ست سنوات عجاف من عمري مضت، وكنت احسب أن المعاناة لا نهاية لها، خاصة أن الأوضاع في سوريا تزداد تعقيداً، لكن مع وجود دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، لا يوجد مستحيل، فصعاب الأمور تهون وكالحات الليالي تنجلي ليبزغ فجر الأمل، وكان مولدي الجديد بفضل صاحب السموّ حاكم عجمان، الذي طوق عنقي وعنق أسرتي، جميله إلى يوم الدين، فجزاه الله خيراً عني وعن جميع العباد الذين امتدت أياديه البيضاء لمساعدتهم.بدورهما والدة سيف وزوجته عجزتا عن الكلام وغالبتهما دموع الفرحة، وتضرعتا إلى المولى عز وجل، أن يحفظ الإمارات قيادة وشعبا من كل مكروه، معبرتين عن بالغ امتنانهما وشكرهما لصاحب السموّ حاكم عجمان، الذي جمع شملهم بعد طول غياب، وأنهى معاناتهم. لمحة إنسانية في لمحة إنسانية عظيمة، وجه صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، كلا من خليفة الخرسان وابنه سيف للاتصال مسبقاً بوالدة سيف وإخبارها بأن ابنها في الطريق إليها في أبوظبي، خوفا من تأثير الصدمة والمفاجأة عليها وعلى صحتها.وقال والد سيف، لقد فطن سموّه إلى الأمر، بحسه الإنساني، وبعد نظره وقلبه الكبير، داعياً المولى عز وجل أن يطيل في عمره ويسبغ عليه ثوب الصحة و العافية. سيارة جديدة قدم رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور، سيارة هدية إلى الشاب سيف الخرسان، بمناسبة بداية حياته الجديدة في الإمارات ولمّ شمله مع أسرته بعد طول غياب.وعبر سيف عن بالغ الشكر والامتنان لهذه اللفتة الكريمة التي تعبر عن أصالة الشعب الإماراتي ونبله الذي طالما كان نموذجاً لتقبل الآخر ورمزاً للتعايش مع جميع الشعوب دون أي تمييز بين جنس أو عرق او دين.