×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / أمير المنطقة الشرقية يكرم الشهيل والمنظمين والمساهمين في مهرجان الساحل الشرقي / إضافة أولى واخيرة

صورة الخبر

أنور إبراهيم (القاهرة) نجح الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد، منذ أن تولى المهمة خلفاً للإسباني رافائيل بينتيز منذ ما يقرب من عام ونصف العام، في أن يغير شكل الفريق تماماً، وأن يضفي حالة من الهدوء والانسجام داخل غرفة الملابس، وأن يضع بصمته الفنية على أداء الريال من خلال الدفع بعدد من الوجوه الشابة إلى المقدمة، والأهم من ذلك أنه أثبت قدرته الكبيرة على ترويض النجوم الكبار، إذ لم يكن أكثر المتفائلين يتصور أن ينجح «زيزو» في إقناع «الدون» كريستيانو رونالدو بالجلوس على دكة البدلاء أو إخراجه تماماً من قائمة الفريق في بعض المباريات، وخاصة المباريات التي تقام خارج ملعب «سانتياغو برنابيو»، وما كان لينجح في ذلك لو لم يكن وراءه تاريخ كروي حافل بالإنجازات وموهبة ونجومية ظلت في دائرة الضوء لسنوات طويلة، إضافة إلى أن معظم لاعبي هذا الجيل ينظرون إليه على أنه نموذج يحتذى وقدوة. وهذه العلاقة الجيدة مع اللاعبين، وخاصة النجوم الكبار منهم، أشاعت جواً من الألفة والانسجام بينه وبينهم، سواء داخل غرفة الملابس، أو في التدريبات، واختفت تماماً لغة «الأنا» والشللية التي كانت موجودة أيام جوزيه مورينيو ورافائيل بينيتيز، وبدرجة أقل مع كارلو أنشيلوتي الذي كان زيزو مساعداً له وقام بدور حلقة الوصل بينه وبين اللاعبين، كما نجح في الوقت نفسه في توطيد علاقته الإنسانية مع اللاعبين، ما أتى بثماره بعد ذلك عندما تولى مهمة القيادة الفنية. وفي تقرير لموقع «جول» العالمي في نسخته الفرنسية، أشار إلى أن هذه العلاقة الطيبة هي التي مكنت «زيزو» من إقناع رونالدو، بضرورة الراحة من وقت لآخر بالجلوس على دكة البدلاء أو بالخروج تماماً من القائمة، ولعبت شخصية زيدان الهادئة ونجوميته دوراً مهماً في هذا الشأن.. فماذا كانت النتيجة ؟ استطاع زيدان أن يبعد رونالدو عن المباريات بالجلوس على دكة البدلاء أو الخروج من قائمة الفريق في 9 مباريات هذا الموسم، والمثير للدهشة والإعجاب في الوقت نفسه، وما يحسب للفرنسي الداهية زيدان أن هذه المباريات التي غاب عنها «الدون» كريستيانو، نجح «النادي الملكي» في التفوق فيها على كل منافسيه بنسبة نجاح 100 %، بل إنه استطاع في آخر أربع مباريات لعبها خارج الديار من دون مشاركة رونالدو، أن يسجل في الدوري الإسباني «الليجا» 17 هدفاً، منها 4 أهداف في مرمى فريق ليجانيس (4/‏‏2)، و3 أهداف في مرمى سبورتنج خيخون (3/‏‏2)، و6 أهداف في مرمى ديبورتيفو لاكورونيا (6/‏‏2)، وأخيراً 4 أهداف في مباراة غرناطة الأخيرة (4/‏‏1). وفي نفس المباريات التسع التي لم يشارك فيها رونالدو، سجل فريق زيدان 30 هدفاً بمتوسط 33. 3 هدف في المباراة الواحدة، وهو معدل أفضل من معدل التهديف العام للفريق هذا الموسم والذي يبلغ 7. 2 هدف في المباراة. وهذا الغياب «الاختياري» جاء بالتفاهم بين المدرب والنجم الكبير، وعن اقتناع كامل بأنه لا السن ولا اللياقة تسمحان لكريستيانو بأن يواصل المباريات دون توقف، لالتقاط الأنفاس في ظل الجدول المشحون بمباريات «الليجا» و«الشامبيونزليج»، وأن مصلحة الفريق أهم من تسلّط فكرة تسجيل الأهداف وتحطيم الأرقام القياسية، وهى الهواية التي يعشقها الدون منذ نعومة أظفاره. ما فعله زيزو عاد بالفائدة على الفريق، إذ أنه أتاح للثلاثي خاميس رودريجيز وإيسكو وماركو أسينسيو ومعهم موراتا، الفرصة لتسجيل الأهداف في مختلف المسابقات هذا الموسم، ويكفي أن الكولومبي رودريجيز على وجه التحديد نجح في أن يسجل 11هدفاً، منها 8 أهداف في الليجا. وما ينطبق على رونالدو يسري أيضاً على غيره من نجوم الفريق، مثل مارسيلو وكروس ومودريتش وبنزيمة وراموس، من حيث إراحة البعض والاستفادة جيداً من عملية «التدوير» على امتداد الموسم، ولعل هذا هو السر في ارتفاع لياقة معظم لاعبي الريال في المباريات الأخيرة، وخاصة لقاء الذهاب في نصف نهائي الشامبيونزليج ضد أتلتيكو، ومباراة غرناطة الأخيرة، وهى نقطة مهمة فشل فيها مدربون كثيرون في أوروبا تحت ضغط المباريات. ولكن السؤال الذي طرحه الموقع في ختام التقرير هو: هل الوصول إلى هذا الشكل من العلاقة بين زيدان ورونالدو «المدرب والنجم الكبير» راجع إلى اقتناع كريستيانو بأن لياقته لم تعد تسعفه في ظل المباريات المتتالية، التي لا يفصل بينها في بعض الأحيان سوى 3 أيام.. أم هي براعة وقدرة فائقة من زيزو على الإقناع و«ترويض» وقيادة نجمه الكبير وأي نجوم آخرين في الفريق ؟! الإجابة تحتمل كل التفسيرات، ولكن المهم بالنسبة للرجلين ولبقية اللاعبين أن ينهي «الملكي» الموسم بإحراز لقبي الليجا والأبطال أو أحدهما.