دبي: محمد حمدي شاكر في إطار ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية بحيث يكون الجميع طرفاً فاعلاً ونشطاً في المسيرة التنموية للدولة، وتجاوباً مع تفعيل الأنشطة الخيرية في عام الخير، من أجل غرس حب الخير والتطوع وخدمة المجتمع، تنضوي مجموعة من الشباب الإماراتي في فريق تحت عنوان «طاقة فريقي». الفريق يهدف إلى القيام بمجموعة فعاليات تشمل أنشطة تراثية وشعرية وفنية، ومن بينها تقديم العروض المسرحية وأطباق الخير التي يذهب ريعها لجمعية بيت الخير. هؤلاء الشباب الذين يمضون قدماً في العمل التطوعي بعد أن جمعتهم الرغبة في خدمة مجتمعهم ووطنهم، يقدمون هذه المبادرات رداً لجميل الدولة وقياداتها، عبر تسخير كل الإمكانات المتوافرة مع الشركاء الفعليين، من قطاعات حكومية وخاصة، لتأكيد أن ثقافة الخير والعطاء والتطوع متأصلة في مجتمعنا.يعلق أحمد علي البلوشي، صاحب فكرة «طاقة فريقي» والذي حمل على عاتقه تكوين هذا الفريق، قائلاً «جاءت فكرة جمع شركاء بهذا الشكل منذ أقل من عام، حيث قررت إنشاء فريق من خلال شركتي، يكون داعماً للعمل الخيري والتطوعي. وعملت على غرس تلك القيم في جميع الأعضاء والمنتسبين والذين زاد عددهم على المئة شخص من مختلف الإمارات، وكانت البداية من أشقائي وانتشرت المبادرة وأًصبح الجميع يشارك فيها». يكمل البلوشي حديثه موضحاً سبب تسمية الفريق بهذا الاسم، وعن التكوين بشكل عام، ويقول «فريقنا هو الفريق المتحد، بمعني أننا فريق واحد ولا توجد تفرقة بين شخص وآخر، ونقدم المبادرات ونعمل في بعض الفعاليات متطوعين، ومشاركتنا تكون أكثر في المناسبات الوطنية، خصوصاً أن الدولة قدمت لنا كل ما يمكن تقديمه، وجاء وقت أن تجني الثمار، وأن نرد الجميل لهذا الوطن». ويضيف «منذ 8 شهور تحديداً تم تكوين الفريق بشكل رسمي، تحت مظلة شركة «طاقة فريقي» التي قمت بتطويرها مع أشقائي وأصدقائي؛ وهم «نصيب علي البلوشي مدير بشركة حديد الإمارات، عارف علي البلوشي رجل أعمال، مطر علي البلوشي رئيس قسم بمحاكم أبوظبي، راشد علي البلوشي مدير قسم بأدنوك، عبد الله البلوشي، جهاد النبهان، ومحمد حسن علي»، وفي البداية طرحت الفكرة على الأخوة الذين وافقوا على الفور، وبعدها تواصلنا مع بعض الشخصيات من ذوي الخبرة وكبار السن الذين لهم باع في الأعمال الوطنية والتطوعية، وبالفعل قدموا لنا عدة نصائح ساعدتنا كثيراً». وعن التفكير في فعالية «خليفة الخير خليفة»، والحافز وراءها، يتابع البلوشي قائلاً «دعوة قيادتنا لأن يكون هذا العام عاماً للخير، وحرصها على أن تعطى الفرصة لأصحاب الشركات، هو الذي شجعنا على أن نتقدم بتلك المبادرة، ونكون أول من يعلن عنها من خلال شركتنا المتواضعة وحبنا لفعل الخير، والعمل التطوعي، وأردنا أن نشارك كفريق وليس كل شخص بمفرده، ونمحي كلمة «الأنا» فدائماً الفريق يقدم الأجود والأفضل والممتاز». حول الأدوار وطريقة تقسيمها فيما بينهم، وعدم تعارضها مع أعمالهم الشخصية، يقول عارف البلوشي «لا يوجد أي تقسيم في الأدوار فجميعنا على قلب رجل واحد نسعى لفعل الخير والعمل التطوعي، ونتشارك في كل شئ، ولا يوجد شخص أهم من الآخر، وليس هناك أي تعارض بين العمل الرسمي والتطوعي، خصوصاً أننا لن نكون مشغولين جميعاً في وقت واحد، وننسق دائماً فيما بيننا». وعما إذا كان هدفهم الربح المادي، يقول عارف موضحاً «لكل منا عمله الأساسي، ومبادرتنا وكل فعالياتها تعتمد على العمل الخيري والتطوعي، بل ننفق في بعض الأوقات من مالنا الخاص دعماً لهذه النشاطات، ولا نسعى سوى لرد الجميل لدولتنا وقيادتنا الرشيدة، وبالأخص الفعالية المقبلة «خليفة الخير خليفة» التي لا نهدف من ورائها لأي ربح». وبخصوص الفئات العمرية المتطوعة وأماكنها، يقول «لدينا تقريباً كافة الفئات، فمعنا الكبير لنتعلم منه، ويضيف لنا، والشاب والصغير كي يستفيد من أصحاب الأعمال الخيرية المعروفين، ووصلنا تقريباً إلى 100 شخص، ولكن النسبة الأكبر من رأس الخيمة حتى الآن ونتمنى أن الزيادة المقبلة من بقية إمارات الدولة».يتناول نصيب علي البلوشي، دعم فعالية «خليفة الخير خليفة»، قائلاً «الدعم متاح من الجميع، ونتمنى أن تشاركنا المؤسسات الحكومية والخاصة في تلك الفعالية الكبرى، والتي نهدف إلى أن تكون ختاماً قوياً لعام الخير، والفرصة متاحة للمشاركة قبل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل موعد إقامتها، وبالفعل لدينا طلبات للرعاية خصوصاً مع الهدف النبيل الذي نسعى إليه، والمشاركة حق للجميع، فالخير ليس له دين أو جنس أو عرق، فهو مغروس داخل الإنسان، خصوصاً المقيمين الذين استشعروا بالوطنية من خلال عدم التفرقة الموجودة في الدولة، ويعلمون أننا جميعاً واحد.وعن مشاركته من قبل في فعاليات تطوعية، قائلاً «منذ زمن وأنا أشارك بالفعل في بعض الفعاليات المختلفة خصوصاً الوطنية، إلى أن عملت في حديد الإمارات وبدأت أشارك في أي فعالية تطوعية تقوم بها الشركة، ومنها تنظيم فعاليات الفورمولا 1 في جزيرة ياس، إلى جانب فعاليات كثيرة داخل مطار أبوظبي، ومن كل هذه النشاطات أصبحت أحب العمل التطوعي وعمل الخير، ولا أسعى لأي مقابل مادي من ورائه».من جانبه يقول مطر البلوشي عن مشاركاته السابقة «أسهمت في العديد من المبادرات بالتعاون مع أخي أحمد وتعلمت منه الكثير في العمل التطوعي، وتأتي تلك الفعالية الكبرى التي أشارك فيها، وأُحضِّر لها واحدة من أهم المبادرات التي ستكون نقطة تحول مهمة في عمل الخير والتطوع في حياتي، فنعمل جميعاً من الآن على إخراجها بأفضل شكل ممكن ». ويواصل: «هناك مؤسسات كثيرة في الدولة تمكنت من احتواء المتطوع وتنمية مهاراته وقدراته، لكن مع ذلك أتمنى أن تكون هناك قاعدة للعمل التطوعي، للارتقاء به وتطويره وتعزيزه أيضاً في المجتمع». الأهمية الاجتماعية يسلط راشد البلوشي، الضوء على مشاركته ضمن أعضاء الفريق، قائلاً «أحب العمل التطوعي، ودائماً ما أشارك في الفعاليات والمناسبات المختلفة ومنها يوم الشهيد، اليوم الوطني، ويوم العلم، ودائماً ما أحاول في مشاركتي أن أحث الشباب المشاركين وغير المشاركين عن أهمية هذا العمل السامي، والذي تظهر أهميته الاجتماعية بما يحققه من نتائج كثيرة لدي الشباب من خلال تعزيز الانتماء الوطني، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم الشخصية المختلفة، وإعطائهم الفرصة لإبداء آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة والحلول لها». ترويج وأنشطة أشار أحمد البلوشي إلى أنه قبل انطلاق الفريق بشكل رسمي، بدأ الترويج للفكرة بملصق وضعه الأعضاء على سياراتهم. ويضيف قائلاً: بعدها انتشرنا بشكل كبير في المدارس الحكومية وتحديداً في يوم الشهيد، وقمنا بالتصوير والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وتحفيز الناس على المشاركة في الأعمال الوطنية، إلى جانب قيامنا بمسيرة ضخمة في اليوم الوطني بدأت من رأس الخيمة مروراً بالشارقة وعجمان وأم القيوين وحتى وصلنا إلى القرية العالمية، وكان التنظيم أكثر من رائع وشاركنا رجال الداخلية في التنظيم ومرافقتنا طوال المسيرة.ويواصل: هناك أيضاً عدة مشاركات في مدينة العين ومشاركة مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة وتنظيم رحلات مختلفة لهم مع تكريمهم، ثم انتقلنا فيما بعد إلى مدارس أبوظبي لدرجة أننا شاركنا في 8 مدارس دفعة واحدة في يوم الشهيد، وقسمنا أنفسنا بينهم، إلى أن جاءت الفعالية الكبرى «خليفة الخير خليفة» التي ستنطلق الأول من نوفمبر من هذا العام.