كتب - عبدالمجيد حمدي : أكّدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة تطوّر خدمات السرطان في قطر، مشيرة إلى أن الإستراتيجية الوطنية للسرطان 2011-2016 كانت خطوة مهمة في مسار البلاد نحو زيادة الوعي العام بجميع جوانب مرض السرطان والخدمات المتاحة. وأضافت إنه تم توثيق إنجازات هذه الإستراتيجية، بما في ذلك التحسينات المستجدة في الرعاية المقدمة، خصوصاً المتعلّقة بإشراك المرضى، وإننا من خلال فهم احتياجاتهم بصورة أكبر نقدّم رعاية صحية ذات جودة سريرية عالية وذات تأثير إيجابي على حياة الناس». جاء ذلك خلال تدشين الإطار الوطنيّ للسرطان 2017 -2022 « تحقيق التميز في رعاية مرضى السرطان .. رؤية لعام 2022» والذي يعتبر بمثابة خطة خمسية جديدة للبناء على الأسس المتينة التي تمّ إرساؤها من خلال تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للسرطان 2011-2016. حضر حفل التدشين عددٌ من الخبراء والمسؤولين في وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية والجمعية القطرية للسرطان، بالإضافة إلى مشاركين من المنظمات التطوعية المهتمة برعاية مرضى السرطان. وتمّ خلال الاحتفال تسليط الضوء على التقدم الكبير المحرز في رعاية مرضى السرطان بالدولة كأحد نتائج تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للسرطان 2011-2016، والتي تمّ إطلاقها تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في عام 2011، حيث كانت أول إستراتيجية متخصصة بمرض السرطان في قطر. وأضافت د. الكواري إنه من خلال تنفيذ برامج الإطار الوطني، تتاح لخدمات السرطان في قطر فرصة كي تصبح من بين الخدمات الأفضل في العالم، وأنه من المهم الالتزام الواضح من النظام الصحي بأكمله بالعمل المتكامل وتحقيق الهدف المشترك لتعزيز جودة الخدمات والخبرات التي تستحقها أسرنا وأصدقاؤنا ومجتمعنا. معايير للكشف والعلاج ومتابعة المرضى قال الدكتور خالد الرميحي استشاري أول جراحة الأورام إن الإستراتيجية الأولى للسرطان التي كانت من 2011 إلى 2016 ساهمت في تحقيق كفاءة أكبر في علاج أمراض السرطان وفي وضع معايير واضحة للعلاج. وأضاف إنه توجد حالياً في قطر معايير للكشف والعلاج ومتابعة المرضى وإن الإطار الوطني يتناول كل هذه الأمور وفق خطوات علميّة واضحة. الشيخ محمد بن حمد: انخفاض أعداد المسافرين لتلقي العلاج بالخارج قال سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة إن الإطار الوطني للسرطان يأتي كخطوة عملية بعد نجاح الإستراتيجيّة الوطنية للسرطان في تحقيق أهدافها، حيث سيعمل الإطار الوطني على الانتقال إلى مرحلة جديدة في جعل قطر من الدول المتقدمة والمتطورة في مجال رعاية مرضى السرطان من جهة والوقاية من المرض من جهة أخرى. وشدّد على أن الخدمات التي أصبحت تقدم لمرضى السرطان حالياً في قطر ساهمت كثيراً في انخفاض أعداد المسافرين لتلقي العلاج بالخارج، حيث إن المرضى الذين يحصلون على العلاج في قطر يفوق عددهم أولئك الذين يعالجون في الخارج. وقال إن القطاع الصحي في قطر يواكب التطورات الحاصلة في مجال الوقاية والعلاج، وذلك من خلال زيادة عدد الكوادر الطبية العاملة في علاج السرطان، خاصة مع تضاعف عدد الجراحين في جميع الأقسام الطبية وهو ما ساهم في تقديم علاج متطوّر للمرضى. وتركز أهداف الإطار الوطنيّ للسرطان على رحلة مرضى السرطان، كما سيكون التركيز على دعم أهداف إستراتيجية قطر للصحة العامة لتحسين صحة ورفاهية السكّان مع التركيز بشكل خاصّ على تطوير أساليب حياة صحية والحد من استهلاك التبغ ودعم الوعي وفهم السرطان. وسيضمن الإطار الجديد التدخل المبكر من خلال برامج الفحص المحسنة، والتشخيص السريع المستمرّ، والعلاج، ما يضمن إجراء تشخيص السرطان في وقت مبكر ويقلل عبء العلاج ويعطي نتائج أفضل كما يوضّح إطار عمل السرطان أهمية دعم المرضى عبر المسار بأكمله، ويزيد التركيز على فهم تجربة المريض، والعمل مع المرضى في تطوير الخدمات. اللورد دارزي: تحقيق 80 % من إستراتيجية السرطان 2011-2016 قال البروفيسور اللورد دارزي أوف دينام رئيس اللجنة الوطنية للسرطان إن إستراتيجية السرطان 2011 - 2016 حقّقت أكثر من 80 % من أهدافها، وبناء عليه يأتي الإطار الوطني لرعاية مرضى السرطان ليكون خطوة أخرى نحو تحقيق النجاح، وذلك من خلال العمل على إحداث وقاية أكبر من مرض السرطان وتحويل تلك الأبحاث التي قمنا بها إلى خطوات عملية. وأضاف إن الإطار الوطني سيكون إدارة تنفيذية للإستراتيجية السابقة، حيث يراعي الثغرات التي حدثت في تنفيذ الإستراتيجية ويستفيد من التجارب السابقة في تقديم العلاج وسبل الوقاية، مؤكداً أن الطموح الآن هو أن تكون دولة قطر مميزة في مجال تناول موضوع السرطان من ناحية العلاج والوقاية. وأشار إلى أن كل مقومات النجاح متوفرة حالياً في قطر سواء من ناحية توفر الإمكانات والتكنولوجيات الحديثة أو من ناحية توفر الكوادر الطبية ذات الكفاءة العالية والتي تضاهي الكفاءات الموجودة بالخارج، مؤكداً أن العلاج في قطر أصبح يفوق ربما الموجود بالخارج، ولذلك هناك حاجة لكي يعرف السكان أن الإمكانات متوفرة هنا ولا داعي للذهاب إلى الخارج لتلقي العلاج، موضحاً أن القضية في هذا الأمر هي مسألة ثقة لا أكثر بين المريض وبين القطاع الصحي. وسلّط الضوء على الرؤية والالتزام في القطاع الصحي في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للسرطان، وأكّد أهمية دعم المرضى خلال رحلتهم بأكملها، لافتاً إلى أن التحسينات في الخدمات في السنوات الأخيرة مكنتنا من الحديث ليس فقط عن المعدات والمرافق والموظفين الجدد في الإطار، على الرغم من أهميتها، ولكن يمكننا الآن الحديث أيضاً عن مشاركة المرضى، والخبرة، والأهمّ من ذلك النتائج. إكسندر نوث : الإطار يركز على أبحاث وتجارب إستراتيجية السرطان قال البروفيسور إكسندر نوث المدير الطبي والرئيس التنفيذي للمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ورئيس شراكة بحوث السرطان إن الإستراتيجية الوطنية للسرطان التي نجحت في تحقيق معظم أهدافها مهدت الطريق لإطلاق هذا الإطار الوطني لرعاية مرضى السرطان. وأضاف إن الإطار الوطني سيأخذ بعين الاعتبار كل البحوث والتجارب التي تم تنفيذها في إطار الإستراتيجية السابقة لكي يتم تنفيذها عملياً على أرض الواقع، ما سيساهم كثيراً في نجاح الخطط الوطنية الرامية إلى تعزيز الوقاية بمرض السرطان وتحقيق علاج ناجع وفعّال للمرضى.