قضت المحكمة العليا في الهند، اليوم الثلاثاء، بسجن قاضٍ مازال في الخدمة، لمدة ستة أشهر، بتهمة إهانة المحكمة، في تطور غير مسبوق في التاريخ القضائي بالبلاد. واتُهم القاضي سي إس كارنان، 61 عاما، من محكمة كلكتا العليا، بإهانة المحكمة، بعد أن حدد في يناير الماضي، 20 "قاضيا فاسدا"، وطالب بالتحقيق بشأنهم، زاعما وجود فساد في القضاء. وأثارت الاتهامات خلافًا كبيرًا بين كارنان والمحكمة العليا في الهند، التي أمرت مؤخرًا بتقييمه نفسيًا للتأكد مما إذا كان مريضا عقليا. ورفض كارنان الأسبوع الماضي لقاء فريق الأطباء وطالب بدلًا من ذلك بإجراء تقييم عقلي للقضاة، حتى أنه رفض المثول أمام المحكمة أو الامتثال لاوامرها. ونقلت صحيفة «هندو» عن رئيس المحكمة العليا، «جيه. إس. كيهار»، قوله: "نرى بالإجماع، أن القاضي سي إس كارنان قد أهان المحكمة والقضاء والعملية القضائية"، طالبًا من الشرطة إلقاء القبض على كارنان. ويبدو أن الامر الذي أدى إلى حدوث الاستفزاز، هو حكم كارنان الذي أصدره أمس الإثنين، بحق كيهار وسبعة قضاة آخرين، بالسجن لمدة خمس سنوات، حيث قال إنهم مذنبون بالتمييز الطبقي. وزعم أنه كان ضحية لأنه ينتمي إلى طائفة الـ"داليت" الدنيا. ويشار إلى أن كارنان هو أول قاض في الهند تقضي المحكمة بسجنه. وشكك خبراء قانون في الحكم، حيث قالوا إن الدستور لم يسمح للمحكمة العليا بممارسة صلاحيات على المحاكم العليا في الولايات.