أكد مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية أمس، أن طهران «على علم كامل مسبقاً» برغبة الحكومة التركية إنشاء جدار عازل في قسم من الحدود المشتــركة مــع إيران لمنع تنقل عناصر «حزب العمال الكردستاني»، في إشارة إلى أن الحكومة التركية أبلغت الجانب الإيراني بإنشاء مثل هذا الجدار. وقال المصدر إن إيران تتفهم النوايا التركية لزيادة حجم التدابير الأمنية ومنها إنشاء الجدار العازل على الحدود المشتركة. وتشترك إيران وتركيا في معاهدة أمنية وقعت في عهد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي تعهد فيها الجانبان بعدم دعم أي من الحركات المنشقة في البلدين وتسليم المطلوبين أمنياً وإبلاغ الجانب الآخر بأي تحركات معادية، إذ قامت الحكومة التركية عام 2012 بحذف إيران كدولة معادية وجعلتها في خانة الدول الصديقة. ونقل المصدر الإيراني أن القوانين الدولية تدعو الدول التي تريد إجراء تغييرات على حدودها المشتركة إلى إخبار الدولة الأخرى بنيتها و «أخبرتنا الحكومة التركية بعزمها على إنشاء هذا الجدار». وكانت بعض الصحف التركية نقلت الاثنين أن أنقرة تحاول بناء جدار عازل مع إيران لمنع تسلل عناصر «حزب العمال الكردستاني» من الأراضي الإيرانية، مشيرة إلى تصريحات في هذا الشأن لمسؤول تركي تحفظت عن ذكر اسمه. ونقلت المصادر أن الحدود الإيرانية- التركية المشتركة شهدت خلال الأسابيع الثلاث الماضية اشتباكات عنيفة بين عناصر «الكردستاني» والجيش، ذهب ضحيتها العديد من العسكريين. وتم تحديد أماكن اختباء المسلحين الأكراد قرب الحدود الإيرانية- التركية المشتركة. وأكدت المصادر إلى أن الحكومة التركية تسعى إلى إنشاء جدار عازل على الحدود المشتركة القريبة من مدن «أغدر وأغري» التركيتين بطول 70 كيلومتراً. ورأت المصادر الإيرانية أن إيران لا تعارض إنشاء هذا الجدار لأنه يقلل من عملية تهريب البضائع من تركيا، إضافة إلى أنه يعرقل عبور عناصر «حزب الحياة الجديدة» الكردي الذي هو الفصيل الإيراني لـ «حزب العمال التركي الكردستاني». وكانت إيران حذرت إقليم كردستان وتحديداً حكومة أربيل التي تسيطر على الجزء العراقي من المثلث الذي يربط بين إيران وتركيا والعراق، من السماح لعناصر «حزب الحياة الجديدة» بالتنقل من العراق إلى إيران وبالعكس، مطالبة حكومة أربيل بتسليمها العناصر التي تشكل خطراً على الأمن الإيراني. وتتهم إيران حكومة أربيل بإيواء عناصر مسلحة من هذا الحزب إذ تتهم عناصر منه بتنفيذ عمليات مسلحة داخل الأراضي الإيرانية، واجهت السلطات الإيرانية بالقوة. وتعتقد طهران أن مكافحة أنقرة للحزب الكردي الانفصالي يصب في مصلحة أمنها القومي، إذ تترقب سعي الحزب إلى إنشاء حركات محلية له في عدد من دول المنطقة ومنها إيران وسورية.