×
محافظة المنطقة الشرقية

مرشحان ينسحبان من انتخابات غرفة الأحساء

صورة الخبر

سنوات طويلة انتظرها الزوجين البريطانيين «كيت» و«جيري» لإنجاب أول مولود لهما، ظلا خلال فترة زواجهما في قرية «روثلي» بـ«ليستر» وحيدين إلى أن وجدا ملاذهما في «الحقن المجهري»، حتى تحقق مرادهما عام 2003 بمجئ ابنتهما «مادلين ماكين»، ومن ثم اتبعاها بتوأم ذكر وأنثى. يتعرض الوالدان لضغوطات عدة كنتيجة طبيعية لعملهما كطبيبين، ما دفعهما للسعي إلى الحصول على عطلة يتوجهان فيها إلى أي مكان، وهو ما حدث فعليًا في 2007 عندما سافرا إلى البرتغال في رحلة سياحية مع زملائهما، وأصطحبا أبنائهما الثلاثة. وصلت الأسرة الصغيرة إلى قرية برتغالية تُدعى «برايا دالوز»، وحجز الأبوين غرفتين في الطابق الأرضي بأحد الفنادق الراقية، واحدة لهما والأخري لأولادهما الثلاثة، رغم أن المكان يوفر خدمة «الحضانة المؤقتة» للأهالي الراغبين بالخروج في ساعات المساء المتأخرة حسب المنشور بموقع «الراية». يتناوب الوالدان على غرفة أبنائهما كل نصف ساعة، إلى أن فوجئت الأم باختفاء «مادلين» في المرة التي توجهت فيها إلى الغرفة، وذلك خلال تناولها وجبة العشاء مع زوجها بالخارج، ليبدأ من ذلك المشهد، الواقع في 3 مايو 2007، رحلة بحث طويلة. على الفور نسقت الشرطة البريطانية مع نظيرتها البرتغالية للبحث عن الحقيقة، وسافر على الفور خبراء في عمليات الخطف وجرائم الاعتداء والمتاجرة بالأطفال إلى قرية «برايا دالوز». وقتها بدأت وتيرة الاهتمام بالقضية تتصاعد بشكل واسع، بدءًا من المجتمع الإنجليزي الذي وصل فيه الدعم حتى رئيس الوزراء حينها «جوردون براون»، كذلك توجه الوالدان إلى الفاتيكان والمانيا، كذلك دشنا موقعًا إليكترونيًا يحمل اسمها. في 22 من مايو نفس العام بدأت الشرطة البرتغالية البريطانية في التنسيق مع «الإنتربول» للبحث عن الطفلة في المغرب، بعد أن نشرت صحيفة «ميرور» تصريح لسائحة نرويجية قالت فيه: «إنها شاهدت الطفلة المختفية في مدينة مراكش في التاسع من مايو، ولم تكن تعلم حينها بقضية اختفائها». أردفت السائحة النرويجية: «أنا متأكدة من رؤيتي لمادلين، كانت تبدو طفلة جميلة رغم علامات الحزن البادية عليها، رأيتها مع شخص ذو هيئة بريطانية، وأثار فضولي بعد أن سمعتها تقول له: (أريد رؤيتي أمي قريبًا)». ازدادت الشكوك حول وجودها في المغرب إثر نشر صحيفة «ديلي ميل» صورة لـ«فتاة صغيرة شقراء في قرية شمال المغرب التقطها سائحون إسبان، وتظهر فيها مجموعة من الأشخاص أغلبهم نساء بصدد المشي في شارع، منهم سيدة ترتدي ثيابا تقليدية مغربية وتحمل على ظهرها طفلة شقراء»، لكن الآمال تبددت بإعلان السلطات المغربية أن الطفلة هي ابنة فلاح يُدعى حميد بن عيسى. في أغسطس أعلنت الشرطة البرتغالية، حسب المنشور بـ«الرياض»، عن احتمال مقتل الطفلة، بعد أن اشتمت الكلام البوليسية رائحة جثة في حديقة منزل البريطاني «روبرت مورات» الذي يبعد 100متر فقط من المكان الذي اختفت فيه، لكنه أنكر صلته بالواقعة في التحقيقات. أخذت القضية منحى مفاجئ إثر اتهام الشرطة لوالدي الطفلة بقتلها، وأعلن المتحدث باسم الأسرة: «كايت متهمة بقتل ابنتها بطريق الخطأ وإخفاء جثتها ثم التخلص منها بعد ذلك، واتهمتها الشرطة البرتغالية بأنها أعطت نجلتها جرعة زائدة من دواء مهدئ». جاء احتمال تورط الأبوين نتيجة لعثور المحققين على آثار دماء في سيارتهما الخاصة، كذلك تعرفت الكلاب البوليسية على رائحة «جسد ميت» بملابس الأم، لكن سقطت التهمة عنها وعن زوجها بإعلان الشرطة البرتغالية «عدم كفاية نتائج فحوصات الحمض النووي في إثبات التهمة ضدهما». بعد فترة استقبلت الشرطة البرتغالية رسالة من مجهول تتحدث عن فرضية مقتلها ووجود جثتها شمال الطريق الرئيسي للمدينة التي اختطفت بها، رغم ذلك لم يثبت صحة المعلومات الواردة. في نوفمبر 2009 بثت منظمة بريطانية لحماية الطفل مقطع فيديو لـ«مادلين» بهدف «وخز ضمير» الشهود المحتملين الذين قد يعلمون ماذا حدث للطفلة، وفيه رسم تخيلي لشكلها بعد وصول عمرها لـ6 سنوات آنذاك، ونُشر المقطع بـ7 لغات، حسب المذكور بصحيفة «الشرق الأوسط». الأوضاع ظلت كما هي عليه منذ ذلك التاريخ، واستمر الوالدان في مناشدة الجميع للبحث عن طفلتهما المفقودة، على رأسهم حوارهما عام 2013  للتليفزيون الألماني، في أعقاب إعلان شرطة سكوتلاند صورة لشخص أرادت استجوابه وفق المنشور على «يورو نيوز». في نوفمبر الماضي نشرت وسائل إعلام إيطالية عن عثور السلطات على صبية تحمل نفس أوصاف «مادلين»، لكن الأمر لم يثبت صحته فيما بعد وظل الوضع كما هو عليه. صرح والداها لوسائل الإعلام، مارس الماضي، أن جهودهما أثمرت نتائج مرضية، بعد توصلهما لأسماء مشتبهين بهم في القضية، وأضافا حسب المنشور على موقع «كشك» المغربي: «أنهما توصلا من الحكومة بمبلغ 103 ألف دولار لتمويل عمليات البحث التي تكلفت حينها 13.5 مليون دولار أمريكي». كذلك أعلنت الشرطة الأوروبية في وقت سابق عن ورود أنباء تفيد بتورط عصابات لتهريب البشر من مغاربة بلجيكا في الأمر، وبدت أطراف الخيوط واعدة في البداية حين تلقت الشرطة أكثر من 9 آلاف إشارة من متعاطفين حول العالم برؤية الطفلة في أماكن متفرقة، لكن سُرعان ما تبددت مع مرور السنوات حسب تقرير الموقع المغربي. في الشهر الجاري أتمت «مادلين» عامها الـ14 بعيدةً عن أحضان والديها، في ظل عدم تأكد السلطات البريطانية والبرتغالية عن كونها لا زالت حية تُرزق أو تعرضت للقتل حسب الشبهات سالفة الذكر، في حين نشرت الأسرة تقريرًا على موقع طفلتهما المفقودة الخاص بعنوان: «10 سنوات.. علامة فظيعة ووقت مسروق من الزمن».