×
محافظة المنطقة الشرقية

ترامب يدافع عن قرار إقالة مدير "إف بي آي" وسط عاصفة من الانتقادات

صورة الخبر

قبل ستة أشهر، اجتمع نحو 20 ألف شخص في مدينة مراكش المغربية للمشاركة في مؤتمر تغير المناخ لصياغة المنهجيات والإجراءات والمبادئ التوجيهية اللازمة لتطبيق اتفاقية باريس.مستوى الطموح - حول ما سيحققه العالم من خلال الاتفاقية - كان عاليا لدى المفاوضين والمتابعين منذ الجلسة الختامية لمؤتمر باريس في أواخر عام 2015. بل أنه تصاعد قبل انعقاد مؤتمر مراكش بأقل من شهرين بسبب نجاح العالم في التوافق في شأن قضيتين بيئيتين مرتبطتين بالاحترار العالمي، حيث أقرت الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) الخطة العالمية لتدابير الحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن رحلات الطيران الدولية، وتبعه الإعلان في كيغالي عن إضافة على اتفاقية حماية طبقة الأوزون من شأنها تخفيض استهلاك غازات الهيدروفلوروكربون (HFC)، رغم كونها غير نافدة لطبقة الأوزون، فقط بسبب قدرتها العالية على احتباس الحرارة في الغلاف الجوي.وتنامت الآمال المعقودة على اتفاقية باريس لمكافحة التغير المناخي بسبب دخولها حيز التنفيذ رسميا مبكرا، قبل انعقاد مؤتمر مراكش بثلاثة أيام، ولكن سرعان ما اصطدم هذا الطموح العالمي بحاجز الانتخابات الرئاسية الأميركية ونجاح دونالد ترامب المعروف بمعارضته للاتفاقية.يوم الإثنين الماضي، افتتح مؤتمر بون لتغير المناخ، بحضور وفود 196 دولة لمناقشة الجوانب التطبيقية لاتفاقية باريس، ولكن غيوم التشاؤم تحوم فوق المؤتمرين. فمن المتوقع أن تنسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس، وهي من بين الدول الأكثر مساهمة في خلق ظاهرة الاحتباس الحراري والأكبر في تمويل جهود مكافحتها. كما أنها كانت قد تعهدت بتخفيض انبعاثاتها على كامل نطاق اقتصادها بنسبة 17 في المئة بحلول عام 2020، مقارنة بمستوى انبعاثها في 2005.ومن جانب آخر، أظهرت البيانات الجديدة التي صدرت من مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، والإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأميركية (NASA)، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة (NOAA)، أن درجة حرارة الأرض قد ارتفعت الآن بنحو 1.1 درجة مئوية فوق المستويات المسجلة قبل الثورة الصناعية.وفي 18 أبريل، أعلن أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بلغ 410 أجزاء في المليون (ppm) لأول مرة في تاريخ البشرية في مرصد Mauna Loa observatory في هاواي.علما بأن التركيز في 1958 كان في مستوى 280 جزءاً في المليون، وقد اخترق حاجز 400 جزء في المليون عام 2013. ومن أجل إدراك حجم المخاطر المترتبة على مستوى التركيز، لا بد من الإشارة إلى أن المجتمع العلمي يعتبر 450 جزءاً في المليون المستوى الخطر لأنه مقترن باحتمالية 50 في المئة بأن تتمكن البشرية من الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية ضمن حدود 2 درجة مئوية.وكذلك مفاوضات مؤتمر تغير المناخ الأخير في مراكش أظهرت وجود اختلافات صارخة في وجهات النظر بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية في كيفية فهمها وتفسيرها لاتفاقية باريس. والمحور الرئيس لهذه الاختلافات هو مسألة درجة وكيفية التمايز المنصف بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية في منهجيات وإجراءات والمبادئ التوجيهية للاتفاقية. ومن المتوقع أن تستمر مجمل هذه الخلافات في دورة بون الحالية، مع وجود أمل أن تتم تسوية بعضها جزئيا.التحديات البيئية التي تواجهنا في الكويت متعددة، وهي في واقعها متداخلة في ما بينها بدرجات متفاوتة. فعلى سبيل المثال، من بين مسببات أزمة نفوق الأسماك ارتفاع درجة حرارة المياه، وهي مرتبطة بظاهرة الاحترار العالمي. وكذلك الأمر بالنسبة لكميات مياه المجاري غير المعالجة التي تضخها وزارة الاشغال في الجون، فهي أيضا مرتبطة بظاهرة الاحترار العالمي بشكل غير مباشر، حيث إن استهلاك الفرد من المياه يتناسب طردياً مع درجة حرارة الهواء.المراد أن المشاكل المزمنة والمستمرة في التفاقم بالكويت متعددة، منها البيئية ومنها غير البيئية، يفترض أن تكون في مقدمة اهتمامات البرلمان، لأن بعضها مصيرية محليا وبعضها عالمية في الأهمية. ومن غير المعقول أن يتعسف بعض النواب في استخدام أدواته الدستورية، فيشغل المجلسين في أولوياته الفئوية على حساب الوطن. والتعسف الذي أشير إليه هو في البعد الزمني. فمن غير المقبول أن تقدم استجوابات للحكومة على خلفية جناسي مسحوبة - على سبيل المثال - وقد شكلت الحكومة لجنة لمعالجة الموضوع، وباشرت عملها في فترة قياسية.عضو مجلس الأمة ممثل عن كل الأمة، فلا يجوز له تعطيل مصالح مصيرية للشعب من أجل تقديم مطالباته الفئوية، فالإنصاف يتطلب مراعاة مبدئي أقدمية وأهمية تلك الحقوق. لذلك أناشد الناخبين تقييم الاستجوابات وفق مؤشر الإنصاف، لأن المسألة أشبه بمن يتخطى - من دون مبرر طبي - دور الدخول على طبيب الحوادث، ثم يعتدي عليه لأنه رفض علاجه. فإذا كنت ممن يصر على مراعاة الإنصاف في المستشفيات، فمن باب أولى أن تطالب بمراعاتها في بيت الشعب أيضا... «اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه».abdnakhi@yahoo.com