×
محافظة المنطقة الشرقية

هجمات إلكترونية «غير مسبوقة» تستهدف المؤسسات في أنحاء العالم

صورة الخبر

تحت عنوان «أفريقيا في القلب»، تحتضن مدينة أغادير في المغرب، بدءاً من الثامن من أيار (مايو)، وعلى مدى أسبوع، النسخة التاسعة من «المهرجان الدولي للشريط الوثائقي»، (فيدادوك)، الذي تنظمه مؤسسة الثقافة والتربية بالوسائل السمعية البصرية. المهرجان الذي شهد، منذ انطلاقته، إضافات وتنوعاً عاماً إثر آخر، جعل من أغادير مقصداً لعشاق هذا الجنس السينمائي.   تميّز وعمّا يميز نسخة هذا العام عن سابقاتها، يقول المدير الفني والعضو المنظّم للمهرجان، هشام فلاح: «رغم الإمكانات المتواضعة، مقارنة بتلك التي تحظى بها المهرجانات الأوروبية والخليجية، مثلاً، فإن فيدادوك تمكن من استقطاب عدد أكبر من المشاركين هذا العام». وحول مدى الاهتمام العالمي بالمهرجان، أضاف فلاح «ازداد الاهتمام والاعتراف الدوليين بالمهرجان هذا العام، وبات يعتبر أحد مراجع الأفلام الوثائقية لمنطقة جنوب الصحراء، ومنطقة المغرب العربي». واختتم بالقول: «كما ستشهد هذه النسخة تنظيم ورشة «الإنتاج في الجنوب: أغادير والصحراء الكبرى»، بالتعاون مع مهرجان «القارات الثلاث»، الذي تنظمه مدينة نانت الفرنسية».   المنافسة الرئيسية من بين ٣٤ شريطاً مشاركاً هذا العام، من ٢٢ بلداً، عشرة منها ستتنافس على الجائزة الرئيسية، هي: «منزل في الحقول»،(٢٠١٧، ٨٦د)، لتالا حديد، أفضل وثائقي في مهرجان هونغ كونغ السينمائي الدولي، واختاره منظمو فيدادوك للافتتاح. يواكب الشريط مسيرة شقيقتين مراهقتين في جبال الأطلس العالي، ومن خلالهما، يلتقط التفاصيل الحياتية لمجتمع أمازيغي ريفي، يعيش في عزلة، أقصى جنوب غربي الجبال. وقصة حرب غزة كما عاشها المسعفون، يرويها فيلم «سيارة إسعاف» (٢٠١٦، ٨٠، د) للفلسطيني محمد جبالي. وإطلالة على المناظر والوجوه الشاهدة على العشرية السوداء في الجزائر، بشريط جمال كركار «أطلال» (٢٠١٦، ١١١د). ومن أدغال بوركينا فاسو، التقط البلجيكي سيمون جيار شريطه «بولي بانا» (٢٠١٧، ٦٠د)، وفي «ديل ليلى» (٢٠١٦، ٧١د)، لآصلي أوزارسلان، نتعرف إلى ابنة شهيد كردي، هي أصغر عمدة منتخبة في تركيا. ومن مالي، يرصد عثمان سماسكو فساد نقابة الطلّاب بمالي. وفي «ورثة التلال» (٢٠١٦، ٨٤د)، ويواكب المخرج سيمبليس جانو عودة طفل من شوارع بوركينا فاسو إلى قريته الأم، للبحث عن هويته، في «شيوخ باكورو والناجون من فاسو» (٢٠١٧، ٨٠د)، ومن شيلي، مجموعة من الأصدقاء المصابين بمتلازمة داون، يكافحون من أجل حياة يعملون ويحبون بها مثل الجميع، في «الأولاد»، (٢٠١٦، ٨٠د)، لميت ألبيردي، وفي «فتيات الواغا» (٢٠١٧، ٨٢د)، تقدم السويدية تيريزا داهلبرغ مجموعة من الشابات يلتقين ببعضهن خلال دراستهن ميكانيك السيارات في واغادوغو. وبتعاون فرنسي- إيراني، بين بول كوستس وبيجان آنكيتيل، يحضر فيلم «مدام سعيدي»، (٢٠١٦، ٥٩د). وستَمنح الجوائز لجنة التحكيم، التي تضم كلاً من المغربية ماريا ضيف، مديرة مركز (أوزين) الثقافي، والمؤلف والمخرج البلجيكي جيروم لو مير، والمؤلفة والمخرجة الفرنسية فيرجيني لينهارت، ومن تونس، المنتج منصف طالب، والمؤلفة والمخرجة والمنتجة آوا تراوري من مالي.   خارج المنافسة... وخارج المنافسة، توثق المغربية ثريا الكحلاوي النضال المستمر لأحفاد قبيلة غويش لودايا للحفاظ على أرضهم، في «واش حنا مغاربة»، وإطلالة على الحرب في سورية من الداخل بعيون شبّان مقاتلين في الشريط الفرنسي «بعد الربيع، حياة عادية لمقاتلين سوريين»، من إخراج لوران لارميه ورومان هوت، وهو كما يعرض «في انتظار الزرافات»، للإيطالي ماركو دو ستيفانيس، حول نضال طبيب بيطري فلسطيني يشرف على حديقة حيوانات قلقيلية. ومن النيجر، ترصد المخرجة أمينة وايرا العواقب الكوارثية لاستغلال مناجم اليورانيوم على سكان إحدى قرى البلاد، في «الغضب في الريح». ومن غزة بفلسطين، شباب مرهقون من الأوضاع السياسية، ومحاصرون في أكبر سجن بسماء مفتوحة في العالم، فيلجأون إلى البحر، في «نادي غزة لركوب الموج»، للألمانيين فيليب غناد وميكي يامين، ويستعرض «جنّي الزعتري»، للهولندية كاثرين فان كامبين، المخيلة والإبداع لأربعة أطفال يعانون أقسى الظروف مع أهاليهم، في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن. ومما تتضمنه قائمة الأفلام القصيرة، شريط «للأفضل وللأسوأ»، لميريام بن هادي، حول اعتناء رجل بزوجته المصابة بألزهايمر، و «اضطرابي»، لفطيم زهرا بلعاليج، الذي يرافق ثنائياً مكوناً من أب وابنته قررا خوض الحياة على طريقتهما الخاصة، ومن الجزائر، «نويلي، سأعود»، لمحمد أمين كباس، حول عودة مغني راب إلى المسرح بعد إصابته بالصمم، وبورتريه لأمّ شجاعة في داكار، في «أنا موجودة»، للسنغالي حاجي ديمباديا.   مئوية جان روش وفي الذكرى المئوية لولادته، وبمسيرة إخراجية أثمرت مئة فيلم، خصص «فيدادوك» نسخة العام لتكريم المخرج والعالم الإثنوغرافي الفرنسي جان روش، عبر عرض سبعة من أفلامه، (أربعة أفلام طويلة وثلاثة قصيرة). فالراحل، وإن اشترك مع آخرين في تقديم المشهديات البصرية الأنثروبولوجية الأولى للعالم، فقد انفرد بنحت مصطلح Ethnofiction، الذي أسس لجنس بصري يعتمد الدراسة الإثنية توثيقياً، مع مزيج من مشاهد تمثيلية، فيما بات يعرف اليوم، بالفرنسية، باسم Docufiction Ethnographique. ومن بين الأفلام التي اختارها المنظمون، شريطه الطويل، «صيد الأسود بالقوس» (١٩٥٨، ٨٨د)، الذي صوره عند الحدود التي تفصل مالي عن النيجر، ووثق من خلاله الطقوس والطلاسم التي ترافق تحضير السم ونصب الأشراك، لاصطياد الأسود، إلى جانب تحفته البصرية، «أتعب وقوفاً، فأستلقي»، (٨٧د)، وفيه يستعيد مع رفاقه أفلاماً صوروها من قبل، ويغلب عليه طابع فلسفي غرائبي، يغــيــب فيه الزمان والمكان، وتحضر «بلاد العدم» والأسطورة والحلم، كركائز لبناء الشريط. ومن أفلامه القصيرة، يحضر «فولكس فاغن فويو»،(١٩٧٣، ١٩د)، و «ينيدي، رجال يستحضرون المطر»، (١٩٥٠، ١٩ د)، الذي يرصد طقوس احتفال إحدى قبائل النيجر بهطول المطر. وعلاوة على هذا وذاك، سيتمكن ١٢ مخرجاً صاعداً، ممن لديهم مشاريع أفلام طويلة، ضمن ورشة عمل «الإنتاج في الجنوب: أغادير والصحراء الكبرى»، من الحصول على منحة إخراجية، تتضمن تعلم تقنيات وأداوت الانتاج السينمائي. كما يطلق فيدادوك هذا العام موكباً ثقافياً متنقلاً، ليتنسى للقاطنين في أبعد القرى والبلدات، مشاهدة الأفلام والعروض الثقافية، وسيتضمن الموكب عروضاً سينمائية في الهواء الطلق. وللاختتام، اختارت اللجنة عرض «اصطياد أشباح»، (٢٠١٧، ٩٤د)، للفلسطيني رائد أنضوني، الحاصل على جائزة أفضل تسجيلي في النسخة الأخيرة من مهرجان برلين السينمائي. يستعين خلاله أنضوني بمعتقلين سابقين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لإعادة بناء مركز المسكوبية للتحقيقات، وينطلق معهم بما يشبه «رحلة علاج» بصرية فريدة. وليس آخراً، تبقى الإجابة الأكثر فاعلية، حول قدرة «فيدادوك» على تقديم المميز والجديد هذا العام، رهن ما ستعرضه الشاشات.